هل الرئيس هادي خائنا ؟!

✍️ فيصل الحذيفي

لا يتوقع الناس – وبحسن نيه – أن يكون رئيس الجمهورية خائنا..
بالرغم من كل هذا الخراب الذي صنعه هادي وكان شريكا فيه حتى يبقى حاكما ولو على أشلاء شعبه ..

لكننا سنصل في نهاية المطاف إلى إدراك هذه الحقيقة بعد خراب مالطا ..
ولن يكون التدارك لفعل الخيانة أي معنى أو قيمة ..

سيكون قد انتهى كل شيئ ..!

هادي اختار طريق الخيانة بإرادته بكل خسة ونذالة ..
فلا دول التحالف قيدت حركته إلا بموافقته ليبرر سوء موقفه ..
ولم يكن الحوثيون وهادي في السلطة وبيده القرار أقوى منه حتى تمكنوا من الدولة وهم خارجها ..فكيف به والدولة بيده..

إنها الخديعة السياسية ..من شخص جبل على الذل والاستضعاف منذ كان نائبا ..حتى وصلت إليه السلطة بمحض الصدفة وغباء الأحزاب ..

رئيس دولة – أي رئيس دولة في العالم – مهما كان ضعيفا ..لا يقبل البقاء في المنفى بعيدا عن شعبه ليستمتع بعوائد المنصب دون مغرم ..

أي رئيس محترم لا يقبل أن تنتهك أي دولة أخرى سيادة بلده أو تقتل مواطنيه وتسجنهم وتعذبهم وتحاصرهم وتشتتهم ..
وهو يشكرهم في كل خطاب ..وحتى أنهم يستغربون كيف يشكرهم على فعل كانوا متخوفين من ردة الفعل ..

الشخص الخائن فقط من يفعل ذلك .. وهو فقط من يسمح بذلك ..

الرئيس المؤتمن فقط يعتمد على شعبه كي يصبح قويا .. ويقاسمه الحلو والمر ..ويتنقل في كل الجبهات ليمنح الجيش عزيمة الانتصار ..

الرئيس المعتبر ..
لن تتجرأ عليه دول التحالف في التمادي وممارسة أبشع الجرائم والانتهاكات الصارخة .. ولن تخطوا خطوة مهما كانت تافهة دون إذنه وموافقته ..

عجزت واشنطن في مطلع التسعينيات على التدخل بالصومال وهي دولة منهارة وبدون دولة ..ورحلت عنها بعد سحل تسعة جنود مارينز في شوارع مقديشو ..

الأحرار لا يقبلون الذل والانتهاك أو التدخل بالشؤون الداخلية وفرض الحصار ومنع الطيران من الهبوط أو المبيت في بلادنا وليس بلادهم .. ولا يقبلون قصف الطيران للجيش الوطني والمدنيين والممتلكات العامة والخاصة في كل سنوات الحرب .
ولا يقبلون تشكيل ميليشيات خارج الجيش ضد الوطن تأتمر بأمر الممول أيا كانت الأضرار ..

ومع ذلك يصمت ..ولا يعترض ..

بل تزداد السعودية في فرض قوانين جائرة ضد اليمنيين في زمن الحرب ولم يجدوا لهم نصيرا ..
أما الامارات فلا تقبل حتى مرور اليمنيين ترانزيت على دبي ..بينما يدخل الإماراتيون الى اليمن والجزر والسواحل دون أي اذن حكومي بروتوكولي معتاد في كل دول العالم ..

قيادات الأحزاب متواطئة مع هادي بصمتها بالرغم من يقينها بخياناته التي سيفرمهم بها إن اعترضوا ..فصمتوا..

لكن اعتراضهم من منظور وطني سيجعلهم في حماية شعبهم ..لكنهم اختاروا الانحياز إلى الخائن ضد الشعب ..

نحن في ورطة ..ولا من مدرك لما نحن عليه من مآلات غير متوقعة ..

الشعب المؤمل فيه موزع بالارتباط مع الأحزاب المرتهنة أو مع الكفيل والممول ..أو رعايا مختطفين لدى الانقلابيين ..

وعلى الشعب اليمني أن يختار ..
فالله لا تعنيه اختياراتكم ..بقدرما تخضعون لقانونه (وإن اصابتكم مصيبة فمن أنفسكم ) وأخرى (فبما كسبت أيديكم )..

هذا الخراب الذي تسببت به الخيانة جعلت الانقلاب يبدو وطنيا ..ولذلك رضخت السعودية للأقوى وليس للحقير الهزيل..وأعادت ما يقارب مائتين اسير حوثي دون قيد أو شرط ..

واليوم الجبير مسؤول كبير في الخارجية السعودية يقول : ستتم التسوية السياسية باشتراك الحوثيين ..

فلماذا الحرب إذن ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى