منظمات المجتمع المدني من ( الأنسانية إلى الأنتهازية )

** نجلاء الخضر *

كثيرة هي منظمات المجتمع المدني التي أنخرطت في المجال الإنساني أو بالأصح التي يقال أنها تعمل في المجال الإنساني وأنشئت  على أسس وأهداف إنسانية بحتة غايتها خدمة المجتمع ومد يد العون له دون أي أعتبارات أخرى خصوصا في مناطق الصراع والنزاعات المسلحة حيث يكون تواجد هذه المنظمات أكانت دولية أو محلية ضرورة ملحة للدور الأنساني الذي يناط بها في تقديم المساعدات الأغاثية والأيوائية والطبية لألاف الأسر المشردة والمهجرة التي فقدت منازلها والمصادر التي كانت تعتمد عليها في معيشتها وألجئتها الظروف القاهرة إلى الأعتماد على الفتات من المساعدات التي تقدمها تلك المنظمات لأعالة أفرادها والبقاء على قيد الحياة ومواجهت أعباءها التي فرضت عليها .

وكما هو معروف أن الأعمال الأنسانية تتطلب جهود مضاعفة إلى جانب التقيد بالقيم والأخلاقيات الأنسانية النبيلة بعيدا عن أي أهواء وأغراض أخرى .

وهذا يدفعنا للسؤال الملح : ترى كم من هذا العدد الهائل من المنظمات المعتمدة رسميا والعاملة في في بلادنا محلية ودولية حافظت على نهجها والتزمت بالمعايير والقيم والأخلاقيات الأنسانية وحققت فعلا الجزء اليسير من الأهداف التي أسست من أجلها وكانت عند حسن ظن المجتمع بها . ؟؟؟

بالتآكيد عدد قليل جدا لا يمكن مقارنته بالآلآف من تلك المنظمات التي أنحرفت عن المسار و تحولت من منظمات ذات طابع أنساني إلى منظمات ذات طابع أنتهازي وبأمتياز هدفها الأول والأخير المتاجرة بمعاناة المعذبين وأوجاع المحتاجين وألام البؤساء من أبناء اليمن الذين أبتلوا بهذه المنظمات قدر أبتلاءهم بالحرب .

نعم أن من ينظر إلى الأوضاع الأنسانية المتدهورة في اليمن سيدرك هذه الحقيقة المرة وسيرى حجم الكارثة التي تهدد ملايين اليمنيين بالموت جوعا كما تشير التقارير الدولية التي تؤكد أن المجاعة تهدد حياة أكثر من 15 مليون من أبناء اليمن الذين هم بأمس الحاجة إلى مساعدات عاجلة في أسوأ كارثة أنسانية منذ الحرب العالمية الثانية .

وما تعانية الأسر النازحة في مخيمات الأيواء من أوضاع مآساوية دليل وأقعي يكشف أنتهازية تلك المنظمات وعشوائية عملها الذي يعتمد على الترويج الأعلامي والتركيز على مناطق معينة وتجاهلها وأهمالها لمناطق أكثر حاجة رغم الحديث عن وجود خطة أستجابة أنسانية لأستيعاب حجم الكارثة والوصول إلى ألأف المنسيين والمتظررين في مختلف المناطق .

أيضا ما تثيره التقارير الأعلامية وما نلمسهعلى أرض الواقع يؤكد العبث والتلاعب في المواد الأغاثية التي تجد طريقها إلى الأسواق ومخازن التجار

على حساب ملايين البطون التي تتظور جوعا تكشف الوجه القبيح لهذه المنظمات  المتسترة بالعمل الأنساني وتلك الجهات الرسمية التي تتلاعب وتتحكم بالمساعدات الأنسانية المختلفة آكانت نقدية أو عينية ..أذا لاعلاقة للأنسانية بما تقوم به المنظمات التي تسمى مجازا بالعمل الأنساني فالفتات فقط يصل إلى بعض المستحقين والمحتاجين بينما يذهب جل تلك المساعدات إلى البطون المتخمة والكروش المنتفخة وإلى جيوب العاملين عليها الذين يزدادون ثراءا كلما أتسعت رقعة الجوع وتعاظمت الكارثة .

ولا عزاء لملايين الجياع العراة المشردين من أبناء اليمن المغلوبين على أمرهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى