ليلة بكاء العصافير ….

كتب | جازم غام ..
محمد سعيد الزبيدي بائع العصافير في سوق الاشبط ، ما كان يعلم أن خروجه اليوم صباحاً للبوفية لشرب ( قلص شاهي ) سيكلفه روحه ، سيفرقه عن مملكته الصغيرة التي يتربع عرش طيورها منذ سنوات …
طارت روحه وحيدة من جسده نحو السماء و لعله تمنى أن ترافقه عصافيره تلك الرحلة و لو لبرهة لوداعه …
لكن عصافيره لوحدها الآن هناك في أقفاصها قابعة تنتظر عودته ليطعمها حالها كحال أطفاله الاثنين و زوجته الحامل بطفلها الثالث و تتقاسم مع العصافير دكان صغير يصارعون فيه ضنك العيش ، قاعدة تبكي فقدانه و لا تعلم أن مليكها قد سبقها الرحيل و طار من قفص الظلم في هذه المدينة نحو رب الارض و السماء ، العدل الذي لا يُظلم عنده أحد ..
ما أتعسها من ليلة اسودت فيه كل ريش العصافير الملونة ….
المسكين لا قبيلة او ظهر له ليقتص له بل والأفضع و لا دولة له لتنصفه و تقتص له من قاتليه ، حاله كحال سابقيه ممن ظلمتهم سلطة الفوضى و الفساد في هذه المدينة و تركت مظلوميتهم معلقة بسماء هذه المدينة تلعنهم كل لحظة ! ..
محمد سعيد الزبيدي لم يعد دمه في رقبة قاتليه فقط بل و في رقبة كل فاسدين هذه المدينة و الصامتين عنهم منا نحن المواطنين ..
نعم نحن المواطنين ، ما كانت لتتكرر هذه الجريمة لو اننا قبل اربعة اعوام وقفنا وتكاتفنا ضد هذه الوجوه يوم اقتحمت منزل الشميري و هتكت حرمته و قتلت ولده حبيب ظلماً و عدوانا !!
ستتكرر الجريمة هذه في احدنا لاحقاً ان ظللنا صامتين و مقعدين في منازلنا ، ستتكرر ان لم نخرج جميعاً غداً و نقول للظالمين و الفاسدين كفى …
رحمة الله عليك يا زبيدي انت و كل من سبقوك و كل من سيلحقوك بظل حكم عصابات الفساد هذه و عند الله تجتمع الخصوم …
الصورة للشهيد بإذن الله الذي قضى نحبه اليوم كما اخبرنا الشهود اثر طلقة طائشة بين مجاميع بكر واللجنة الامنية اثناء هروبهم من اطقم اللجنة الامنية امام مدرسة الشعب ، مع اصابة اخرين …
اهل الخير ، اللي مقتدر منكم يساعد اسرته عن طريق الاخ سمير اسماعيل ، وهذا اقل ما نقدمه لاهله المساكين و المتعبة حالتهم للغاية ….
منقول من صفحته في الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى