ليست حكرا على المبرمجين.. وظائف التحدث مع الذكاء الاصطناعي تزدهر

عين اليمن الحر – الحرة

أثار تطبيق “تشات جي بي تي” ChatGPT منذ طرحه الكثير من الأسئلة بشأن مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ومدى تأثيرها على كافة مجالات الحياة، ولكن قلة من الخبراء لاحظوا ازدهار وظائف جديدة بسبب ذلك التطور المذهل، حيث يبلغ رواتب بعضها أكثر من 335 ألف دولار أميركي سنويا.

ويطلق على تلك الوظائف اسم Prompt Engineer والتي يمكن ترجمتها إلى “هندسة التوجيه”، ولكن لا يشترط لمن يعمل فيها أن يكون حائزا على شهادة دراسة في مجال هندسة الحاسوب، وفقا لموقع وكالة “بلومبيرغ”.

ويمكن وصف”مهندسي التوجيه”، بأنهم اؤلئك الأشخاص الذين يقضون سحابة يومهم في دفع وتوجيه الذكاء الاصطناعي لتقديم نتائج أفضل ومساعدة الشركات في تدريب موظيفها على استخدام تلك الأدوات.

وكان قد جرى إنشاء عدد لابأس به من أنظمة اللغة للذكاء الاصطناعي LLMs من قبل عمالقة شركات الإنترنت والتكنولوجيا مثل شركة “ألفابت” التي تملك محرك البحث غوغل وشركة “أوبن آيه آي” OpenAI وشركة “ميت” المالكة لتطبيقات ومواقع فيسبوك وإنستغرام وواتساب.

ومع انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي، وجدت العديد من الشركات أنها تحتاج أشخاص يعملون على تحسين دقة النتائج.

وفي هذا الصدد يقول ألبرت فيلبس، الذي يعمل مهندس توجيه في شركة مودانو في ليتونستون بإنجلترا. “سوف تجد في كثير من الأحيان أن مهندسي التوجيه يأتون من خلفيات أكاديمية في التاريخ أو الفلسفة أو اللغة الإنكليزية، لأن الأمر أشبه باللعب مع الكلام، حيث أنك تحاول أن تستخلص جوهر أو معنى أمر ما ضمن عدد محدود من الكلمات”.

ودرس فيلبس، البالغ من العمر 29 عامًا، التاريخ في جامعة وارويك البريطانية قبل أن يبدأ مسيرته المهنية استشاريا في بعض المصارف مثل بنك كلايدسديل وبنك باركليز، وذلك قبل أن تلهمه محادثة من معهد آلان تورنغ، وهو معهد للذكاء الاصطناعي تموله الحكومة البريطانية، للبحث في الذكاء الاصطناعي، مما أدى به إلى العمل بوظيفته الحالية.

ويقضي فيلبس وزملاؤه معظم وقتهم في كتابة رسائل أو “تلميحات” لتطبيقات مثل ChatGPT، والتي يمكن حفظها كمسبقات داخل حقل” OpenAI” لتستخدم من قبل العملاء وغيرهم.

ويقول مارك ستاندن، الذي يدير أعمال توظيف في مجال الذكاء الاصطناعي بالمملكة المتحدة وأيرلندا: “من المحتمل أن يكون هذا أسرع نمو لسوق لتكنولوجيا المعلومات تحركاً والذي أعمل فيه منذ 25 عامًا”.

وتابع: “تبدأ الرواتب من 40 ألف جنيه إسترليني (حوالي 50 ألف دولار)، ولكن لدينا مرشحون في قاعدة البيانات يبحثون عن رواتب تتراوح بين 200 ألف إلى 300 ألف جنيه إسترليني سنوياً”.

وفي خارج العالم التقني، تقوم الشركات في قطاعات المال والقانون والتأمين بتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يزيد الطلب على تلك الوظائف.

وكانت شركة المحاماة البريطانية “Mishcon de Reya” قد أعلنت مؤخرًا عن توظيف مهندس توجيه قانوني للذكاء الاصطناعي GPT Legal Prompt Engineer لمساعدة الشركة على فهم كيفية تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في المشكلات والقضايا القانونية.

ووفقا لشريك ورئيس مكتب الاستراتيجية في الشركة، نيك ويست، فان دور مهندس التوجيه يتمحور حول معرفة “مدى جودة هذه النماذج في الوقت الحالي، ومدى احتمالية تلبية أي من حاجات الاستخدام”.

وأكد ويست أن الذين يعتقدون أن بإمكانهم الحصول على راتب 300 ألف جنيه إسترليني ( 370 ألف دولار تقريبا) من خلال عملهم كمساعدي محامين في مجال الذكاء الاصطناعي، سوف يصابون بخيبة أمل لأن “المبلغ مجنون”.

وتابع: “لا نحتاج إلى خبير راتبه 300 ألف جنيه إسترليني”.

ولكن نمو “صناعة” الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة جعل العديد من الشركات تضيف رمز “AI” إلى عروضها التقديمية لجذب المواهب التي غادرت أو طردت بسبب تخفيضات الوظائف في عالم العملات المشفرة.

وفي هذا الصدد يقول توم هيويتسون، مؤسس labwork، وهو استوديو لتصميم المحادثات الذي يصنع مهارات مراقبة الصوت لـ”أمازون أليكسا” في لندن: “ربما يكون هذا علامة على وجود فقاعة”.

وختم بالقول:”أفضل الأشخاص المؤهلين للقيام بذلك هم مصممو المنتجات أو المتعاملون معها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى