لأنهم أعداء الحياة

                  * أحلام شاكر

                      لأنهم أعداء الحياة فهم لا يتورعون عن. إرتكاب أبشع الجرائم وأكثرها دموية فقط ليؤكدوا أنهم الوجه الأخر للموت .. ولهذا سيبقى الأرهابيين الوجه الأكثر بشاعة للموت .

ومن السخف أن نفكر حتى مجرد تفكير أن هؤلاء في يوم ما قد يخلوا جلودهم ويقلموا أظافرهم ويتخلوا عن ما جبلوا عليه من قتل وإرهاب.. ونراهم يتشاركون مع الأخرين في بناء الأوطان وتربية الأطفال جيل الغد على الحب والسلام والتسامح والإخاء ويزرعوا في نفوسهم عمل الخير ونبذ العنف والتطرف و  التعايش في وطن يتسع للجميع.

لأن المنطق يقول أن الحيوانات المفترسة حتى وإن تم ترويضها إلا أنها تبقى محافظة على غريزتها كوحوش مفترسة دائما ما تحركها غريزتها للبطش بكل من يقترب منها من غير فصيلتها

وكذلك من تربى على القتل وسفك الدماء والتلذذ بعذابات الأخرين وآلامهم لايمكنه أن يتخلى عن سكينه التي يقطع بها الرؤوس ويترك أسلحته ومتفجراته التي يقتل بها ويرهب كل من يعتقد أنهم خصومه المفترضين ويستبدل رائحة البارود والدخان التي أدمنها لسنوات برائحة الورود , ونراه يعبر  بالقلم عن فكره ومشروعه الذي يدعو اليه ويواجه الرأي بالرأي ..ولا يستبيح دماء منتقدية ومخالفيه.

يقال أن الرصاصة يمكن أن تقتل أقوى رجل في العالم لكنها لاتستطيع تغيير أبسط فكرة … ومن تشرّب اي فكر معين وبنى أرائه وتصرفاته بما يعتقد إنه حقيقة مطلقة لسنوات، فإنه من المستحيل أن يتغير أويتعايش مع من كانوا يصنفون أعداء الدين من الكفرة والملحدين والعملاء أو أن يضع يده بيده من كان مشائخه قد أفتوا بقتله وأهدار دمه ..وكما يقول المثل ( من شب على شيء شاب عليه) وهنا تكمن الكارثة لأن هؤلاء المتأسلمين إذا جاز لي التعبير يؤمنون بما تعلموه وسمعوه من علمائهم ربما أكثر من إيمانهم بتعاليم القرآن والسنة النبوية ويستندون بكل جرائم لفتاوى مشائخهم ويرفضون حتى مجرد النقاش فيها . والأمر الأخر أن من زرعوا هذه الأفكار الضالة في رؤوس هؤلاء ممن يسمون أنفسهم علماء ومشايخ دين منطلقين من توجهات مذهبية وسياسية وغيرها، لايمكنهم أن يتراجعوا عن أفكارهم السوداء وأرائهم المضللة وهو ما يؤدي إلى توريث الفكر الإرهابي وتناسله وديمومته.

ومما تقدم لا أتجاوز الحقيقة إذا ما قلت  أن هذه الجماعات المتطرفة بكل مسمياتها لا تؤمن بدولة مدنية تقوم على التعدد السياسي والمذهبي وعلى التعايش السلمي..ولهذا فلا تمنوا أنفسكم بالعيش بأمن وسلام ما دام للإرهابين وجود لأنهم أعداء الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى