كُن غريب الأطوار

 

أ /  فوزية الخبثاني

 

كُن غريب الأطوار.. فحين تكون على سليقتك وتكشف عن غرابتك فإنك تسمح لأناس من حولك لأن يفعلوا الشيء نفسه، وسوف يكونون شاكرين لك في نهاية المطاف، وإن لم يفصحوا عن ذلك. فليس هناك من يخلو من غرابة في شخصيته، وليس هناك من لا يتوق في قرارة نفسه لأن يكون على سليقته، إلا أنه يخشى أن يكون أول من يفعل ذلك. فحين تكون متصالحاً مع نفسك فإن الآخرين سوف يتقبلونك في نهاية المطاف، بل سوف تثير إعجابهم وغبطتهم.


احذر أن تكون الغرابة مقصودة بهدف المباهاة، فهذه ليست من الأصالة. ولا تتمرّد بهدف التمرّد ذاته.

كُن غريب الأطوار.. وإذا حاول أحد أن يستهجنك فحاول أن تتفهم دافعه وراء ذلك، ربما يخاف من نفسه، ويريد للآخرين أن يخافوا من أنفسهم. كلنا لدينا ميول غريبة، لكن هناك من يكبتها لكي يكون مقبولاً اجتماعياً. ربما يحسدك لأنه لا يجرؤ أن يكون مثلك. ربما يستهجنك بدافع الخوف من المجهول، فالناس يحبذون الحلول القديمة التي يمكن التنبؤ بنتائجها على الأفكار الجديدة. “وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين” هو رد الفعل الأولي على كل غريب.

 

كُن غريب الأطوار.. فالمبدعون والمخترعون والمكتشفون والمصلحون عبر التاريخ هم الغرباء، هم الذين تجرأوا على التفكير بطريقة مختلفة وتحدوا ضغوطات الانسجام مع الآخرين وتحملوا انتقاداتهم. كل الإبداعات الفنية والتكنولوجية والتجارية التي نراها من حولنا بدأت بفعل شخص غريب الأطوار رفض أن يكون إمعة، فعقلية القطيع لا تفرز ابتكارات.

 

بالطبع، هذا لا يعني أنك إذا أصبحت غريب الأطوار ستصبح عظيماً، فهناك عوامل أخرى مطلوبة. واحذر أن تكون الغرابة مقصودة بهدف المباهاة، فهذه ليست من الأصالة. ولا تتمرّد بهدف التمرّد ذاته. كما ليس بالضرورة أن تذيع جميع أفكارك الغريبة دائماً، لكن لا تكبتها خوفاً من الآخرين.

 

كُن غريب الأطوار.. استجب لنداء أحلامك..

أعد التفكير بالمسلمات البديهية، ابحث عن الجمال في كل شيء، واسمح لنفسك بأن تبكي فرحاً باكتشافه، ارقص واضحك واعشق، فحين تكون سعيداً ستكون أكثر نجاحاً لأنك ستفعل ما أنت مستمتع به وستؤديه بفاعلية أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى