كيف سيكون الحال بعد تولي بايدن قيادة الولايات المتحده؟

عين اليمن الحر/ متابعات….

* كيف سيكون الحال بعد تولي بايدن قيادة الولايات المتحده؟

* ستمضي امريكا في سيرها على نهج العولمة و الهيمنة الثقافية.

* الحلب الامريكي لحكام الخليج سيتواصل باساليب مختلفه.

* دعم امريكا لاسرائيل من الثوابت ولن تغيره اى ادارة جديده.

تشير الوقائع الجارية في الوقت الراهن إلى ان بعض العرب ربما قد يكونوا مشبعون بفكرة أن العالم بدون الولايات المتحدة سيكون عالماً فوضوياً ، وهي الفكرة التي حاول دعمها والتأكيد عليها، بيرجينسكي المفكر الاستراتيجي ومستشار الأمن القومي لدى الرئيس الأسبق جيمي كارتر في كتابه «أمريكا وأزمة السلطة العالمية» ، وقد يذهبون الى الافراط في توقاتهم المتفائلة بالادارات الامريكية المتوالية الى حد ابعد من المعقول ، غير ان الوقائع والتجارب السابقة تؤكد بان سياسة الولايات المتحدة الامريكية بصورة عامة واستراتيجياتها بعيدة المدى هي ثابتة و لا تتغير، وأن ما يطرأ من تغيرات عليها إنما هو تكتيكات تختلف باختلاف رؤية كل ادارة للبيت الابيض وفق قواعد المصلحة العامة للولايات المتحدة الامريكية من منظور اي ادارة جديدة.

* السياسية الامريكية لها توابث لاتغيرها اي ادارة جديدة. يرى المؤرخ والمفكر الفلسطيني السوري منير العكش، في هذا الشان بان الولايات المتحدة لها ثوابت تاريخية خمسة لا تنفك عنها وهذه الثوابت الخمسة من وجهة نظره تتجسد على النحو الاتي: الأول: المعنى الإسرائيلي لأمريكا، والثاني: عقيدة الاختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي، والثالث: الدور الخلاصي للعالم، والرابع: قدَرية التوسع اللانهائي، والخامس: حق التضحية بالآخر. ولذلك فإن الولايات المتحدة تعمل في بناء سياساتها في الشرق الأوسط على اساس ضمان الأمن القومي الإسرائيلي، والحفاظ على تفوق حكومة الاحتلال في المنطقة، سواء أدارها جمهوري أو ديمقراطي، لأن أمريكا يهيمن عليها الإنجيليون، الذين يؤمنون بحرفية العهد القديم (التوراة) إضافة إلى العهد الجديد، وهم مدفوعون بفكرة أن قيام إسرائيل وبناء الهيكل السليماني، يعدمن وجهة نظرهم إيذان بعودة المسيح المخلص، الذي يرون وفق عقيدتهم بانه سوف يقودهم إلى إنشاء مملكة الله في الأرض التي تستمر ألف سنة من السعادة.

* لامجال للتفاؤل بعلاقة افضل مع العالم العربي والاسلامي. تقول الكاتبة الاردنية إحسان الفقية بان الولايات المتحدة الامريكية ستبقى ذلك الغول الإمبريالي في ثوبه العصري، بفعل شعورها بالتفوق، وأحقيتها بسيادة العالم، ولذلك فلا مجال للتفاؤل في علاقة أفضل بين أمريكا والعالم العربي و الإسلامي بناء على تصريحات بايدن اللطيفة الموجهة اليهم، والتي يُشتم منها رائحة الورقة التي يلعب بها بايدن: أنا لست مثل ترامب. وتضيف الكاتبة بالقول: هناك من يمعنون في الإغراق بالتفاؤل، ويمنون أنفسهم بمساحات من الحرية وتخفيف وطأة القمع في الدول العربية، التي يحكمها حلفاء ترامب الذي غض بصره عن ملفاتهم الحقوقية السوداء، وياتي تفاؤلهم اعتمادا على توجهات بايدن وتصريحاته بأنه لا شيكات على بياض لأحد. وتقول : ان على هؤلاء ألا يفرطوا في الآمال، فالمرشح الديمقراطي بايدن كان يتخذ من نقاط ضعف ترامب نقاط قوة لنفسه، وبنى صلب برنامجه على إصلاح ما أفسده ترامب، والمتوقع أن يشهد بداية حكمه بعض الضغط على الحكومات القمعية في منطقتنا، قد يحدث انفراجة جزئية، إلا أن ذلك لن يستمر طويلا، إذ سرعان ما تفرض لغة المصالح نفسها، وتجد شعوب المنطقة نفسها صرعى المصالح الصهيونية التي ترعاها أمريكا وتقايض بها حكام العرب.

*الالتزام بدعم إسرائيل ثابتاً يقوم على اسس عقائدية. جاري بوير أحد أبرز القيادات السياسية للإنجيليين في أمريكا يقال بانه كان على مدى عقود، يرسل مئة ألف رسالة إلكترونية يوميا للتابعين المخلصين، يناصر فيها الاتجاه الإسرائيلي المتشدد الذي تبناه شارون، ويؤكد أن الالتزام بمساندة إسرائيل هو إحدى الوصايا العشر الواردة في الكتاب المقدس، وهذا يظهر طبيعة الاساس العقائدي الذي تقوم عليه السياسة الامريكية في دعمها لاسرائيل واعتبارة واحدا من ثوابت هذه السياسة. وبناً على ذلك فليس من المبرر أن يتفاءل البعض تجاه بايدن في تغيير مسار السياسة الامريكية تجاة المنطقة العربية على وجه العموم او تجاه القضية الفلسطينية بصورة خاصة، حتى في أحيا حل الدولتين الذي أماته ترامب، لان الامر لن يتجاوز مجرد التهدئة على وقع الوعود، ثم الدخول في سلسلة طويلة الأمد من المباحثات والمفاوضات، التي تصب في صالح سياسة كسب الوقت الإسرائيلية، الى ان ياتي رئيس امريكي جديد للولايات المتحدة يعيد الوضع إلى المربع الأول.

* اللعب على المخاوف الخليجية من النفوذ الإيراني، سيستمر. لاشك بان العلاقة بين الخليج وإيران تعد من أهم الملفات الشائكة المتعلقة بنتائج الانتخابات الأمريكية الاخيرة، ولذلك يرى العديد من المتابعون بان السياسة الامريكية لن تتخلى عن اللعب على المخاوف الخليجية من النفوذ الإيراني، بهدف استنزاف تلك الدول على إثر تلك المخاوف، ولان السياسة الامريكية العامة لن تتغير، فان العلاقات بين أمريكا ـ ومعها حكومة الاحتلال ـ من جانب وإيران من الجانب الاخر، ستظل تجري في اتجاهان: الاول: اتجاه عدائي تسخيني يقف قبل حد النزاع العسكري، والثاني: اتجاه تنسيقي يتبادل فيه الطرفان الأدوار لحماية مصالحهم على غرار ما حدث في أفغانستان والعراق، ولكن ستبقى الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها لضمان ان لا تصعد ايران إلى الحد الذي يهدد الاحتلال الصهيوني، وفي الوقت نفسه لن تعمل على سقوطها حتى لا تفقد مُهدِّدا قويًا للوجود السني في المنطقة، ومهما اختلفت توجهات الإدارات الأمريكية السابقة والاخيرة الا ان ذلك لن يتجاوز إطار لعبة التوازنات، واستنزاف أموال الدول الخليجية، من خلال اثارة هلع حكامها ورفع جهوزيتهم للبحث عن طوق نجاة مهما كان الثمن، مثلما حدث مع ترامب عندما اتى الى الرياض ليمد مظلة الحماية في أولى زياراته للمنطقة، ويعود أدراجه بأكثر من 400 مليار دولار.

* الحلب الامريكي لحكام الخليج ستمر باسلوب مختلف. كل ماسبق يؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن امريكا تحت راية بايدن لن تختلف كثيرا عنها تحت راية ترامب، ولذلك فمن المتوقع أن يستمر حلب الناقة الخليجية في عهد بايدن، ولكن بصورة مستترة وليس بشكل فاضح على غرار ما كان في حقبة ترامب، فلكل واحداً منهم اسلوبه وطريقته الخاصة بالحلب مهما اختلفت من حيث الشكل تبعاً للاختلاف في اسلوب عمل ما يعرف بالصقور والحمائم في الحياة السياسية الامريكية. وسوف تستمر الولايات المتحدة الامريكية باداراتها المتعاقبة تمضي على المستوى العالمي في مسار الإبادة الثقافية، لتكون الثقافة الامريكية هي الثقافة السائدة تحت مبادئ العولمة، وستعمل بكل ماتستطيع لتكون هي شرطي العالم والسلطة العالمية التي تفرض قوانينها على الجميع ان استطاعت الى ذلك سبيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى