قراءة في بيان ليندركنج عن اليمن للكونجرس الأمريكي اليوم

 

✍️ عبدالقادر الجنيد

سيلقي المبعوث الأمريكي لليمن السيد تيموثي ليندركنج، اليوم، بيانا أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي يشرح فيه للمشرعين الأمريكيين آخر ما توصل إليه وما تفتق عنه ذهنه لحل مشكلة اليمن.

سنزيح الحشو جانبا ونركز على ما نعتقد أنه يهمنا في فهم كيف يفكر الأمريكيون بشأننا.

**
أولا: المفارقات العجيبة لأمريكا
**

هل تدري أمريكا عن رأينا “الحقيقي”، بما تقوم به؟
هل تحفل أمريكا أصلا برأينا “الحقيقي”؟
أم أنه يكفيها أن تملي علينا أقوالها، وبعد ذلك نردد نحن أقوالها، وبعد ذلك تقول أن أقوالها هي نفس أقوالنا؟

مفارقة ١
*
سواء أعجبنا أم لم يعجبنا وسواء رضينا أم لم يرضنا، فإن الأمريكيين هم المحرك رقم ١ للكثير مما يدور بشأن اليمن سواء بالتأثير على المجلس الرئاسي القيادي اليمني أو على السعودية والإمارات أو على دور مجلس الأمن أو على المساعدات الإغاثية والمعونات للحوثيين.

كل تأثير أمريكا في اليمن تنحصر في قدرتها على الضغط علينا نحن فقط أو ما يسمى بالشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي، وعلى التحالف الداعم للشرعية.

مفارقة ٢
*
من المفارقات التي يجب التركيز عليها هي أن تأثير ليندركنج وكل أمريكا على الحوثيين وعلى الإيرانيين الذين يشنون حربا تاريخية للسيطرة على اليمن، معدومة.

تأثير أمريكا على الحوثي وخامنئي هي صفر على الشمال.

مفارقة ٣
*
بالرغم من أن أمريكا تصنف الحوثيين كمتمردين على الشرعية اليمنية والشرعية الدولية،
وبالرغم من أن أمريكا تستهجن وتدين النشاط التوسعي الإيراني للسيطرة على جيرانها من البلاد العربية،

إلا أن كل تصرفات أمريكا “العملية” على الأرض تنتهي:
بنزع تصنيفهم الأمريكي السابق كجماعة إرهابية،
وبمزايا مادية ومعنوية وسياسية وشرعنة “عملية” تفيد المجهود الحربي للحوثي،
وتسند “عمليا” بسط سيطرة الحوثيين على اليمن،
وترسخ “عمليا” التواجد الإيراني التوسعي في اليمن.

**
ثانيا: عملية سياسية يمنية – يمنية
**

يقول ليندركنج:
“أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب بشكل دائم والتغلب على الأزمة الإنسانية هي من خلال عملية سياسية يمنية – يمنية”

تعليق
*
١- هذا لن يحدث على الإطلاق.

٢- لن يجتمع اليمنيون تلقائيا ومن ذات أنفسهم مع الحوثيين للبدء في عملية سياسية يمنية – يمنية.

٣- لا توجد قوة إقليمية عندها القدرة على تجميع اليمنيين للبحث عن حل تفاوضي نهائي سلمي دائم.

٤- لا تستطيع الأمم المتحدة التوسط للبدء بمفاوضات شاملة للتوصل لحل نهائي.

٥- لا تستطيع أمريكا جمع اليمنيين للبدء بمفاوضات حل سلمي نهائي.

٦- ربما تكون أمريكا وحدها هي السبب باستمرار هذا النوع من الكلام والترويج بأنها هي رغبة الشعب اليمني ودول الإقليم العربية والشيعية وأوروبا وأمريكا وكل ما يندرج تحت إسم المجتمع الدولي.

٧- إذا توقف ليندركنج وبلينكن وسوليڤان وبايدن (الإدارة الأمريكية الحالية) عن تكرار هذا الكلام عن الحل النهائي الشامل السياسي اليمني – اليمني، سيختفي كل هذا الكلام بغمضة عين.

**
ثالثا: باقي كلام ليندركنج كله حشو
**

البيان طويل، لكن ما تبقى كله حشو وكلام معروف ومكرر لا منه ولا عليه:
كلام عن مطالب الشعب اليمني “العارمة” لإنهاء الحرب،
وكلام عن تجاوب الحكومة اليمنية بتشكيل وفد مفاوضات للحل النهائي السلمي الشامل،
وكلام عن رفض الحوثي تشكيل وفد تفاوضي لحل نهائي،
وكلام عن تعنت الحوثيين في تفريغ النفط من الباخرة المذحلة الصدئة “صافر”،
وكلام عن تعنت الحوثي ورفضه لفك حصار أكبر مدينة يمنية- أي مدينة تعز- التي يتسبب بعذابها للسنة السابعة على التوالي.
وكلام عن قصف الحوثيين لموانئ تصدير النفط اليمنية،
وكلام عن طلبات الحوثيين وشروطهم الغير معقولة لتمديد الهدنة،
وكلام عن الإشادة بتعاون السعودية للتوصل لحل تفاوضي سياسي سلمي نهائي لأزمة اليمن ومأساتها.

وهذا كله- كما ترون- كله كلام حشو في حشو لا منه ولا عليه لن يعاقب الحوثيين على سوء تصرفاتهم ولن يفيد باقي اليمنيين بشيئ.

**
رابعا: هذه حرب أهلية وستنتهي بانتصار أو استسلام
**

١- يقولون بأن هذه ليست حربا أهلية.
أنا أقول أنها حربا أهلية.
ومتوسط عمر الحروب الأهلية ٣٠ سنة.

٢- يقولون أن كل الحروب تنتهي بمفاوضات.
بحثت بيني وبين نفسي ومع ذاكرتي هذا الأمر ولم أجد صحة لهذه المقولة.
الحروب تنتهي بانتصار أو استسلام.

عبدالقادر الجنيد
٦ ديسمبر ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى