في الطريق الى جنين

 

✍️ بسمة العواملة

كان هذا عنوان لمقطع فيدو قصير نشرته الشهيدة شيرين ابو عاقلة الصحفية الفلسطينية التي أغتيلت على يد قوات الإحتلال الإسرائيلية قبل اقل من عام في طريقها آنذاك لتغطية توغل قوات الإحتلال و إجتياحها الخاشم لمخيم جنين رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة

،لم تكن تعلم حينها أنها كانت تسير في طريقها الأخيرقبل أن يتم إغتيالها أثناء تغطيتها للأحداث الدامية هناك ، وهذا الامر ليس بجديد على ما انتهجه الجيش الاسرائيلي الذي دأب على اغتيال الصحفيين و إرهاب الإعلام لمنعه من نقل الحقيقة و فضح ممارساتهم القمعية بحق أصحاب الأرض للعالم أجمع .
وما شاهدناه قبل ايام من اجتياح و إقتحام لمخيم جنين من قبل القوات الإسرائيلية عادت بنا الذاكرة الى الوراء ، الى حيث التقرير الأخير الذي اعدته شهيدة الكلمة التي لا تموت شيرين ابو عاقلة وهي تنقل بالصوت و الصورة الممارسات الإنتقامية القمعية بحق اهالي مدينة سيلة الحارثية من هدم للبيوت و تشريد للأهالي و عقاب جماعي ، مشاهدات مريرة ادمت قلوبنا وامعنت في قهرنا ،و وجدتني اتساءل لو قدر لشيرين أن تنقل الأحداث الأخيرة يا ترى بماذا كانت ستعلق ؟؟
ما اشبه اليوم بالبارحة ، فما زالت قوات الإحتلال تجتاح المدن الفلسطينية المحتلة و تبطش و تنكل بالشعب الفلسطيني الاعزل و تمعن في القتل متحديةَ بذلك جميع القوانين و الأعراف الدولية .اما المجتمع الدولي فإنه يقف عاجزا عن حماية أصحاب الأرض من بطش الإحتلال و ازهاقه للارواح بدم بارد متذرعة دائما بالضرورات الأمنية او تحت مظلة الخرق الأمني ، مما يتيح لها الإفلات من المساءلة القانونية الدولية وفقا للأعراف و القوانين الدولية .
فالقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين والتي بموجبها يقع على عاتق الإحتلال أن يعمل بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة و القواعد الدولية و الإعتراف بفلسطين كعضو مراقب ، فهذه العضوية تعطي لها بموجب القانون الدولي من الحقوق ما يؤهلها و يمكنها من ملاحقة الإحتلال و طلب مقاضاته لمخالفته القوانين و المواثيق الدولية بشأن واجبات الإحتلال تجاه المحتل و محاسبته عن جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ، كالاستيطان و التهجير القسري و الإستيلاء على الأملاك العامة و الإبعاد و معاملة المعتقلين و القتل الجماعي الذي قد يصل ايضاَ لمرتبة الإبادة الجماعية و غيرها من إنتهاكات ما زالت ترتكب تحت اعين العالم اجمع
فمحاولات اسرائيل المستمرة التهرب من التزاماتها بوصفها دولة إحتلال (الإحتلال كما عرفته إتفاقية لاهاي في لائحتها الخاصة بقوانين و اعراف الحرب البرية )

لا يعفيها من الملاحقة عن جرائمها و اختراقها لقواعد و نصوص القانون الدولي الإنساني ، حيث يمكن للسلطة الوطنية في فلسطين أن تطالب بتطبيق كافة القوانين الدولية ضد الانتهاكات الاسرائيلية ، بموجب إتفاقيات جنيف و لأئحة لاهاي و القانون الدولي الإنساني كذلك اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني .
ويبقى السؤال يراودنا ، اما آن لهذا الإحتلال الطويل أن يزول ، اما آن لهذا القهر و الألم المستمر أن ينتهي؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى