فيديو يظهر امرأة أفغانية تطلب النجدة بعد تعرضها للتعذيب وإجبارها على الزواج من مسؤول في حركة طالبان

عين اليمن الحر – فرانس 24

امرأة شابة تصرخ وتطلب المساعدة لإنقاذ حياتها، هذا ما يكشف عنه مقطع فيديو وصلت مدته إلى 19 دقيقة نشرته وسيلة إعلام أفغانية، كشفت فيه طالبة طب سابقة اسمها إلاها عن صور تقول إنها التقطت إثر تعرضها للضرب والاغتصاب والتعذيب على يد سعيد خوستي وهو مسؤول رسمي سابق عن حركة طالبان، وذلك طيلة الأشهر الستة الماضية. وتقول هذه المرأة أن سعيد خوستي هي وعائلتها وأجبرها على الزواج به.

يكشف مقطع الفيديو، الذي أكده صحته لفريق تحرير مراقبون فرانس24 شخصان كانا على تواصل مع المرأة الشابة، عن جزء من استغلال السلطة والعنف الممارس ضد المرأة في افغانستان تحت حكم حركة طالبان.
“بعد نشر هذا المقطع المصور، من المحتمل أنه لن يشاهدني أي شخص آخر بعد الآن. من الممكن أن أموت.” تقول إلاها في هذا المقطع المصور الذي سجلته على عدة مراحل خلال فترة احتجازها من قبل سعيد خوستي. وقد سربت إلاها مقطع التسجيلات المصور عندما كانت لوحدها وصور ومقاطع فيديو يظهر فيها معها خوستي، إلى ناشطين وصحافيين قاموا بنشر على الإنترنت. ويقول ناشطون إن هذه المرأة موجودة في مكان آمن الآن.

وأقر سعيد خوستي الذي شغل سابقا منصب المتحدث الرسمي باسم وزارة داخلية طالبان، في منشور على تويتر بتاريخ 31 آب/أغسطس 2022 أنه كان متزوجا من إلاها. ويضيف خوستي أنه تزوج بها بطلب منها بعد أن تقربت منه. ونفى خوستي أنه تعرض لها بالضرب. إذ كتب في تغريدة على تويتر “كانت لها بعض المشاكل بشأن عقيدتها وإيمانها، حاولت إعادتها إلى السراط المستقيم من خلال النقاش والنصح، ولكن ذلك لم يجد نفعا”. وأكد سعيد خوستي أنه طلق إلاها واتههما بالكفر وهي تهمة يعاقب عليها بالإعدام تحت حكم حركة طالبان في أفغانستان. ولم يقم سعيد خوستي بأي إشارة إلى مقطع الفيديو الذي نشرته إلاها كما أنه لم يرد على اتهاماتها له بأنه اغتصبها.
وفي الوقت الذي أشارت فيه عدد من وسائل الإعلام في 31 آب/أغسطس 2022 إلى أنه تم إيقاف المرأة الشابة، نفى ناشطون هذه الأخبار مؤكدين أنها موجودة الآن في مكان آمن كما أنها في تواصل مع أصدقائها وعائلتها. وصرح مسؤولون رسميون من حركة طالبان لوسائل إعلام محلية أن التغريدة على تويتر التي تتحدث عن اعتقال إلاها غير صحيحة.

“أن أموت مرة واحدة أفضل من الموت آلاف المرات”
في مقطع الفيديو، الذي سجلته المرأة الشابة عندما كانت رهن الاحتجاز، تصف وضعها باللغة الدارية، إحدى أهم لغتين في أفغانستان. في الدقيقة 13:31 من المقطع المصور، تكشف إلاها عن ندوب وجروح تقول إنها تعرضت لها بعد ضربها مرات عدة على يد سعيد خوستي. وتبدأ إلاها مقطع الفيديو بتقديم اسمها واسم جلادها. حيث تقول:

اسمي إلاها. وأنا طالبة طب سابقة في جامعة كابول ووالدي يشغل منصب جنرال في الجيش الأفغاني، وسعيد خوستي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية “تزوجني” بالغضب في مكتب تابع للمخابرات خلال شهر “دالف” [فريق التحرير: الشهر الفارسي الذي يبدأ في 20 كانون الثاني/يناير وينتهي 18 شباط/ فبراير] ولقد أجبرني على الزواج به في مكتب تابع للمخابرات.

كما تقول إلاها في مقطع الفيديو أن سعيد خوستي رآها للمرة الأولى عندما تم اعتقالها في كابول خلال شهر شباط/فبراير الماضي.

تم إيقافي في نقطة مراقبة أمنية تابعة لحركة طالبان واعتقالي لأنني كنت أملك بعضا من صور رجال مسؤولين في الجيش الأفغاني على هاتفي…. احتجزتني حركة طالبان في مكتب إقليم الشرطة 11. وكان سعيد خوستي هناك بصدد تصوير مقاطع فيديو للأشخاص المعتقلين. ورآني حينها. واتهمني بالمشاركة في مسيرة مناهضة لحركة طالبان ولكن ذلك لم يكن سوى كذبة. بعد ذلك، سألني عن عنوان سكني. وقال لي “تعتقدين أنك دكتورة وأنك شخص ذو أهمية. أنت مجرد أنانية. وفي النهاية أنت مجرد امرأة والنساء أقل شأنا من الرجال…”
وبعد ذلك قاموا بنقلي إلى مكان مع مؤشر يدل على المكان حيث قالوا: مقر قيادة الإقليم 8، المكتب 104″ قام سعيد خوستي باغتصابي وتسجيل مقاطع فيديو لذلك ومن أجبرني على تسجيل مقطع فيديو أقول فيه إنني أود الزواج منه بكل حرية..ولكني كنت حينها سجينة.
في اليوم التالي، جاء أناس ومدوني ببعض الوثائقي ثم قالوا لي “هذه اعترافاتك، امضي عليها” ومن ثم قالوا لي “لقد شتمت الدولة الإسلامية (حكومة طالبان). وشتم الدولة الإسلامية هو بمثابة سب الله وبإمكاننا معاقبتك” قلت لهم: لا لم أرتكب أي خطأ، ولكنهم قاموا بضربي.
في اليوم التالي، جلبوا “ملا” (مأذون) إلى مكتب المخابرات وأجبرني على الزواج بسعيد خوستي. وأجبروني على تقبيل قدميه. في نفس المكتب الذي أجبروني فيه على القول في مقطع فيديو إنني أقبل الزواج به بكل حرية.

مقاطع فيديو تظهر مسؤولين من حركة طالبان في منزلها العائلي
ويقول ناشطون أن إلاها تم الإفراج عنها من مركز احتجاز وتم السماح لها بالعودة إلى بيت عائلتها. وتظهر مقاطع فيديو تم التقاطها على الأرجح من قبل عائلتها أن خوستي زار مرتين على الأقل مسكن العائلة.
وفي مقطع الفيديو الذي نشر في 30 آب/أغسطس 2022، تقول إلاها:

لقد قام بتهديدي أنا وعائلتي وكان يريد إجبار أختي على الزواج بمسؤول آخر في حركة طالبان. وكان على عائلتي الفرار من أفغانستان لإنقاذ أختي.

كنت أفضل الموت مرة واحدة على الموت عدة مرات”
قالت إلاها إنها سجل رسالتها في مقطع فيديو من شقة قرب مقر وزارة الداخلية في كابول. “لم يكن لديها شبكة إنترنت أو هاتف محمول للتواصل مع العالم الخارجي ولكن في الأخير، وقبل بضعة أيام، تمكنت من الحصول على هاتف ذكي متصل بشبكة الإنترنت” حسب تأكيد الناشطة هدى خرموش لفريق تحرير مراقبون قبل أن تضيف: “لقد سجلت مقطع الفيديو وقامت بإرساله حتى يتم نشره”.

لا أعلم ما الذي سيحدث لي عندما أنشر هذا المقطع المصور ولكن أنا أتوسل لأي شخص لتقديم المساعدة لي وإنقاذ حياتي. أنا حامل…
يوجد مكتب لإدارة المخابرات بالقرب من بيتنا. دائما ما كانت هناك دوريات مراقبة حوله، ولا أحد يمر من هذا الشارع. ساعدوني أرجوكم.
من الممكن أن يقوموا بقتلي، لكنني أفضل الموت مرة واحدة على الموت آلاف المرات, لا أكد يجرؤ على تقديم المساعدة لي. يقول إن حركة طالبان الآن في السلطة وأنهم يخافون من أن يحدث نفس الشيء مع أخواتهم أيضا. ويقولون إن عناصر الحركة في الحكم الآن، ويجب علي أن أتحمل الوضع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى