على خلفية زيارته لدمشق : غضب قطري _ تركي على البشير .؟!!

 

طه العامري .

برعاية روسية ومباركة وتشجيع  مصر ورضاء الصين ..حطت طائرة الرئيس عمر حسن البشير في مطار دمشق الدولي حاملا في حقيبته ملفان الأول سعودي يحمل رغبات الرياض في فتح صفحة جديدة مع دمشق ونظام الرئيس الدكتور بشار حافظ الاسد وطي صفحات السنوات الثمان الماضية التي اوغلت فيها الرياض في مسلسل التامر على سوريه الأرض والدولة والنظام والقدرات ..عودة الوعي السعودي تبلورت بعد لقاء بوتين _ بن سلمان في قمة العشرين المنعقدة مؤخرا في الأرجنتين ..
رغبة الرياض في فتح صفحة جديدة مع دمشق لم يكن هناك أفضل من البشير في حملها وكذلك رغبة أبو ظبي بعد أن أدركت كل من الرياض وأبو ظبي بعدم جدوى المضي في مؤامرات استهداف سوريه التي أثبتت الأحداث أنها عصية على السقوط وأنها أكبر وأقوى من كل المؤامرات التي حاولت النيل منها طيلة السنوات الثمان ..
البشير عاد من دمشق بانطباع إيجابي وحمل ردا على رسائل الرياض وأبو ظبي لكنه أيضا وجد أمامه رسائل أخرى أكثر سخونة وتمثل ردا عمليا على رحلته لدمشق مصدرها قطر وتركيا الرافضتان لهذه المساعي التي تمنح الرياض حالة انفراج سياسي جيبولوتيكي فيما تسعى كل من الدوحة وانقرة إلى تضييق الخناق حول رقبة بن سلمان متسلحتان بقصة خاشقجي إلى جانب استغلال المشهد اليمني ليس حبا باليمن وضحاياها بل نكاية بالرياض وأبو ظبي ..؟!!
المظاهرات التي عمت الشارع السوداني رافعة شعار إسقاط النظام وأن كانت تعبر عن حاجة مطلبيه وتعكس ظروفا اقتصاديه قاهره يعيشها المواطن العربي بالسودان لكن هذه الظروف كانت موجوده منذ سنوات ولم تؤدي لخروج الناس إلا في هذه المرحلة تجسيدا لغضب  اخواني. وهذا يدل على أن التنظيم الدولي لم يعد يرى في البشير ونظامه جدوى بعدما خالف إرادة رعاة الإخوان وقادتهم الدوليين مضافا إلى هذا غضب   قطري _ تركي ورغبة هذا الثنائي في تأديب السودان على دور قامت به ضد رغبات الدوحة وانقرة ..؟!!
لكن هل بمقدور التحالف القطري _ التركي المضي قدما في السودان كما حدث في ليبيا من قبل هذا الثنائي تحديدا ؟  وأين سيقف منها نظامي الرياض وأبو ظبي ؟ وايضا أين ستقف من هذه الأحداث كل من مصر وروسيا والصين ؟!!
هذا ما سوف تكشف عنه تداعيات الشارع السوداني خلال الأيام القادمة ..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى