عاصفة تغيير في المملكة السعودية.. ما الذي يخبئه 2019

متابعات عبد السلام خالد

بعد تزايد المطالبات الدولية بمعاقبة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لضلوعه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وارتكاب جرائم حرب بحق أبناء اليمن، تمر المملكة التي يتولى عهدها الأمير الصغير بعاصفة تغيير تشمل مجلس الوزراء وهيئات كبرى في البلاد.

التغيير شمل إعفاء وزير الخارجية عادل الجبير من منصبه وتعيينه وزيرا للمملكة للشؤون الخارجية، وبتعيين إبراهيم العساف بديلا عنه، إلى جانب إعفاء تركي آل الشيخ من رئاسة الهيئة العامة للرياضة وتعيينه رئيسًا للهيئة العامة للترفيه، بالإضافة إلى تعيين تركي الشبانة وزيرا للإعلام، وتعيين الأمير عبد الله بن بندر وزيرا للحرس الوطني.

تغييرات من شأنها بتر أجنحة ولي العهد التي مدها في كل مفاصل الدولة مقصيا بذلك عشرات الأمراء من أبناء عمومته من مناصبهم ليتمكن من السيطرة على المملكة بشكل فردي وليحقق أطماعه التي تنكشف يوما بعد آخر على حقيقتها.

ويشير مراقبون إلى أن ذلك يأتي في محاولة للحد من نفوذ محمد بن سلمان نتيجة تصرفاته التي خلقت صورة سيئة عن المملكة على المستويين الإقليمي والدولي، والتي قد تكون ممهدة للإطاحة به من أجل إرضاء المجتمع الدولي الذي يصنفوه مجرم حرب وأصبح منبوذا في جميع أنحاء العالم.

وجرى إعفاء السفير السعودي في لندن محمد بن نواف بن عبد العزيز، من منصبه، وتم تعيينه مستشاراً للملك سلمان، وأُعفي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير من منصبه “بناءً على طلبه”، وفق “واس”، وتم تعيين الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أميراً لمنطقة عسير بمرتبة وزير، فيما عُيّن الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، مستشاراً للملك سلمان بمرتبة وزير، في حين أعفي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من منصبه.

وصدر أمر ملكي بإنشاء هيئة باسم “الهيئة السعودية للفضاء” ويكون للهيئة مجلس إدارة يعين رئيسه بأمر ملكي، وعُيّن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيساً لمجلس إدارة الهيئة بمرتبة وزير، كما عُيّن الأمير تركي بن سعود بن محمد بن عبد العزيز مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير.

وكان ابن سلمان قد عُيِّن قبل أكثر من عام وليا للعهد بدلا من الأمير محمد بن نايف بعد إعفاء الأخير من منصبه في ظروف غامضة، تلتها موجة إقصاء الأمراء من مناصيهم وموجة ثانية أدخلت معظمهم السجن.

وخلال عام ونيف، شهدت المملكة التي اشتهرت بفكرها

تغيرات واسعة لم تقتصر على المناصب فقد

أصبحت المملكة أكثر انفتاحاً من ذي قبل، فسمح للمرأة بقيادة السيارات وأنشئت المسارح والمراقص الغنائية ودور السينما وحلبات المصارعة، وأصبح مسموحا للمرأة الاختلاط بالرجال في الأماكن العامة كالملاعب والمسارح وغيرها.

وفيما يرى البعض أن تلك القرارات تأتي لتحد من نفوذ الأمير ابن سلمان، يرى آخرون أنها قرارات أصرت من طرفه للإطاحة بالجبير وأمير عسير وتركي آل الشيخ وجميع من أعفوا من مناصبهم، بعد أن عرفوا على مدى أكثر من عام بأنهم أتباع بن سلمان المقربون منه.

ولعل الأيام القادمة تكشف الستار أكثر عما يجول داخل الديوان الملكي، خاصة بعد عجز ميزانية المملكة للعام 2019 بـ 45 مليار دولار عن العام المنصرم الذي شهد هو الآخر عجزا عن العام الذي سبقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى