زمن التفاهة (4)

 

✍️ حسن الوريث

.. الصحافة والاعلام في زمن التفاهة ..
انتشر كثير من التافهين على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وللأسف ان حكوماتنا يعجبها هؤلاء الأشخاص الذين صاروا مقربين من مصادر القرار بل ويحظون بكل انواع الرعاية والاهتمام لانهم يطبلون لهذا المسئول أو ذاك بل ان بعضهم يتم توجيهه بالريمون كنترول من قبل البعض لشن حملات مضادة ضد خصومهم وللأسف الشديد أيضا أن كلامهم يصل إلى الجهات العليا ويتم اتخاذ قرارات استنادا إلى طرح هؤلاء وكان كلامهم غير قابل للنقض بينما هم كما يقال عندنا” شقاة” باجرتهم وهنا الكارثة ان تتحول الدولة من أعلى مستوياتها إلى ادناه مجرد أدوات بيد هؤلاء الأشخاص التافهين.
طبعا تحولت الدول والحكومات ومسئوليها في كثير من البلدان إلى عشاق للمدح والتطبيل الخادع والكاذب ومنها بلادنا التي جعلت لهؤلاء وزن وقيمة فمن يمدح ويطبل ويخادع يحظى بكل الدعم ومن يصدق وينصح يتم تهديده واقصائه من عمله وممارسة كافة أنواع الضغوط عليه وعلى اولاده وأصدقائه والمقربين منه وكل من تربطه علاقة به والشواهد كثيرة .
اصبحنا في زمن التفاهة الذي يرفع فيه الاعلامي الكاذب والمادح والمطبل والتافه بينما الإعلامي الناصح والذي يكتب لغرض تصحيح الاختلالات والسلبيات في مؤسسات الدولة والحكومة والمجتمع يجد نفسه مغردا خارج السرب بل ومطحون والكل ضده بمن فيهم المؤجر وصاحب البقالة ومسئولي الجهة التي يعمل بها التي تعامله كموظف من الدرجة الرابعة وفي اخر سلم الدرجات الوظيفية ومحروم من الترقيات التي منحت لأشخاص دون المستوى لكنهم من فئة المطبلين والمداحين ولو أن حكومتنا تعي أن هؤلاء الذين يكذبون عليها هم اول من سينقلب عليها ولكم في بعض الذين غادروا البلاد وتحولوا ثلاثمائة وستين درجة العبرة وعلى حكومتنا ان تعي أن من ينتقد النقد البناء هو الذي يرشدها إلى تصحيح الأوضاع ومعالجتها وبالتالي فانها كانت عكست العلاقة وقربت اي اعلامي وصحفي ناصح وابعدت هؤلاء الأشخاص الذين يخدعونها ولكننا فعلا في زمن التفاهة.
ومن هنا نؤكد أننا في زمن المومريات والمكشكات والمفركشات والأخبار الكاذبة والمفبركة والمخادعين والكاذبين والمداحين وهذا الزمن هو زمن التفاهة وليس زمن الصدق والبناء .. وختاما نتمنى من حكومتنا مراجعة نهجها ونهج اعلامها المطبل والكاذب والفاشل أو أنها تسير في فلك من سبقها وأنها لا تعتبر من الدروس وهنا الكارثة التي نعيشها في زمن التفاهة والتافهين.. ولنا وقفة قادمة للحديث عن وضع الاعلام اليمني السيء وأوضاع الإعلاميين الذين يعتبرون أتعس الشرائح في المجتمع بسبب قيادات الاعلام الفاشلة والعاجزة .. وحلقتنا القادمة من هذه السلسلة ستكون بعنوان التعليم في زمن التفاهة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى