خذلته الشرعية كمحمود وتمرَّد عليه الإصلاح كالمعمري.. تعز وخيارات المحافظ شمسان

مصدر الخبر / نيوز يمن

لا جديد في لقاء محافظ تعز ووزير الداخلية أحمد الميسري، أمس، إلا خيبة أمل أبداها المحافظ شمسان، وأمنية أن تولي الحكومة الشرعية المزيد من الدعم والرعاية لمحافظة تعز.

شمسان، الذي فشل في انتزاع قرار من الحكومة بتغيير مدير الأمن منصور الأكحلي، شرح لوزير الداخلية طبيعة الأوضاع الأمنية والخدمية وخطة الانتشار الأمني، لافتاً إلى أن قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية حريصة كل الحرص على تنفيذ الخطة وبسط نفوذ الدولة وتطبيق النظام والقانون على الجميع، بمن فيهم صادق سرحان والاكحلي، غير أن ما ذهب إليه يبدو بعيد المنال.

لم يتمكن المحافظ شمسان من إنفاذ توجيه واحد على مليشيا الحشد الشعبي في تعز، والتي دفعت، مؤخراً، بمدير الشرطة منصور الأكحلي إلى الواجهة وضمنت له عدم السماح بتغييره، حيث ظهر الأكحلي الضعيف متنمراً، وحتى أنه يخاطب المحافظ بلغة متعجرفة ويطلب منه إلزام أبي العباس بتسليم عدد من المطلوبين خلال 12 ساعة، وهو شرط تعجيزي الهدف منه استمرار الهجوم على المدينة القديمة وحي وادي المدام.

وفي آخر برقية أرسلها المحافظ شمسان إلى مدير الأمن الأكحلي أخلى شمسان مسؤوليته عن تحريك الحملة الحالية، وحمل نائبه في اللجنة الأمنية الأكحلي كامل المسؤولية عن تجاوز القانون والإجراءات، وعدم تنفيذ توجيهاته بوقف الهجوم على الجمهوري ووادي المدام في تعز.

شمسان أعلن صراحة عدم صلته بالحملة الأخيرة، وكذلك أفصح عن خيبة أمله في عدم دعمه من قبل الحكومة والدعم الذي تسوله المحافظ من الحكومة كان إقالة من تمردوا على قراراته وتوجيهاته، ومدير أمن المحافظة أحدهم.

لم يعد هناك مبرر لتواجد شمسان في تعز أو خارجها بعد أن وقفت مليشيات الحشد الإخواني في طريقه من اليوم الثاني لممارسته عمله في مقر المحافظة، كما حصل مع المحافظ السابق أمين محمود، ولا يمكن أن يجد من يستجيب له أو يعول عليه ما لم تتم إقالة مدير أمن المحافظة على أقل تقدير لحفظ ماء وجه المحافظ.

شمسان خاطب الرئيس هادي وطلب منه إقالة القيادات التي تمردت عليه، والتقى رئيس الحكومة، وعرض عليه المشكلة القائمة في تعز وتجريده من قرار الرجل الأول في المحافظة.. وأخيراً التقى وزير الداخلية وطالبه بإقالة مدير الأمن، خصوصاً أن الأكحلي أعلن قبل يومين أن الحملة الأمنية تحركت بتوجيهات المحافظ ووزير الداخلية ونفى المحافظ ذلك بشكل صريح.

وقال الناشط السياسي مكرم العزب، إن الحشد الشعبي الإخواني ارتكب ثلاث جرائم:

أولها، التمرد على قرارات المحافظ وتوجيهاته، وتنفيذ انقلاب مصغر على سلطة الدولة.

ثانياً، استخدام سلطة الدولة ومقدراتها لتصفية الخصوم السياسيين دون رادع من القانون أو احترام لأي قيم.

ثالثاً، ارتكاب جرائم القتل لمواطنين ومن كتائب أبي العباس ومن عناصر المليشيات المهاجمة، ومنها قتل مواطنين بدم بارد مثل قتل المواطن نجيب حنش… وغيرهم.

وأكد العزب أن التمرد على توجيهات المحافظ، تتحكم به قوى إقليمية بقيادة قطر وتركيا وإيران لفرض الأمر الواقع في تعز، بأن يستكمل الحشد الشعبي ومليشيا الإخوان السيطرة على المدينة من أجل فرض استحقاقات في الحكم للإخوان، بالتقاسم مع الانقلابيين الحوثيين، وهذا ما تؤكده كل الوقائع والأحداث بأن هناك تفاهمات بين الطرفين بدأت في مسقط منذ أكثر من سنتين، ويؤكد هذا ما يجري في الميدان من انسحابات من الجبهات، وتأمين طرق التهريب للأسلحة للانقلابين، كرسائل ينفذها الإخوان، من أجل بناء الثقة بين الطرفين، بعيداً عن أجندات الشرعية والتحالف.

وأكد العزب أن مليشيا الحشد الشعبي في تعز تتجهز لمعارك قادمة، ليس من أجل استكمال التحرير وفك الحصار عن المدينة من جهة الحوبان والربيعي، ولكنها تتجهز لاجتثاث القوى التي كان لها الدور الأول في تحرير المديريات المحررة في تعز.

وأشار إلى أن الأيام القادمة ستكشف بأن حسابات الشرعية والتحالف بإغفال هذا الملف، سيخلط الكثير من الأوراق على التحالف، ومنها ما يخص الجوانب الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة، ومنها المحافظات الجنوبية، إذا لم يتم الاهتمام بملف تعز وتحريرها من هيمنة مليشيا الإخوان أولاً فإن هذا سيؤثر كثيراً على التحرير في كل المحافظات.

محافظ تعز نبيل شمسان أصبح مكشوف الظهر كسلفه أمين محمود، بعد أن خذلته الشرعية، كعادتها، في بيع رجالها المخلصين، وكذلك هو منزوع القرار، كما كان حال المحافظ المعمري، فأي طريق يختار شمسان.. هل طريق المعمري بترك تعز للإصلاح يحكمها من المقر أم يكرر تجربة أمين محمود ويواجه الإصلاح ويُقال أو يستقيل..؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى