جوع شعبك يتبعك

جوع شعبك يتبعك .

كتبت | زهرة اللوتس

تعتقد حكومة الشرعية وحكومة الحوثيين أن سياسة التجويع التي يتبعونها مع الشعب اليمني هي الوسيلة الأنجح لتطويعه وضمان ولائه على طول الخط معتمدين في ذلك على قاعدة ( جوع كلبك يتبعك , عفواً أقصد جوع شعبك يتبعك ) وهي سياسة تجعل الشعب في دائرة المعاناة المستمرة وطوال الوقت يلهث خلف لقمة العيش وتفكيره محصوراً فقط في كيفية الحصول على رغيف الخبز الذي تتسع دائرة البحث عنه كل يوم .

غير مدركين أن مثل هذه السياسة الحمقاء والغير مسؤولة كانت وبالاً على الشعب وتسببت له بويلات ومعاناة لا حصر لها كما ساهمت في تفشي ظاهرة التسول وارتفاع نسبة البطالة وضاعفت من معدلات الجريمة بكل أشكالها وما تشهده العديد من المحافظات وبالذات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية من انفلات أمني وانتشار العصابات المسلحة والسطو وتدهور في الخدمات الأساسية هو نتاج لسياسة التجويع المتبعة التي ضاعف منها ارتفاع الأسعار التي وصلت إلى حد يعجز فيه المواطنين من توفير ابسط مقومات الحياة .

لا نريد مبررات لتجويع الشعب ولا مجال أبدا لنصدق تلك البيانات التي تحاول وسائل إعلامكم تسويقها والتغريدات التي يحاول من خلالها مسؤولي الحكومتين التنصل عن مسؤولياتهم تجاه شعب يموت جوعاً ويعيش أسوء كارثة إنسانية لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية .

والغريب أن حكومة الشرعية لم تقم بأي إجراء لوقف تدهور العملة التي كانت سبباً رئيسياً في تدهورها وكأن الأمر لا يعنيها ولا علاقة لها بهذا الانهيار الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وتسبب بمعاناة لا حدود ..صمت الشرعية أو عجزها  دفع المواطنين إلى الخروج في أكثر من محافظة للمطالبة برحيل الشرعية ووضع حد لانهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار فيما سمي بثورة الجياع ..ثورة بالتأكيد لن تقف عند حدود التظاهرات فقط كما لن تستطيع بيانات التهدئة واساليب القمع من كبح جماح ملايين الجياع .

نعم أن الحكومة الشرعية ومن يدور في فلكها من الاحزاب السياسية لا يشعرون بالجوع الذي ينهش بطون المواطنين لأنهم متخمون وكل ما لذ وطاب يأتيهم بدون عناء إلى حيث يقيمون .. كما لا يشعرون بالبرد القارس يلفح أجساد عارية لأنهم يلبسون أفخر الثياب ويسكنون افخم المنازل ..أن الله ابتلى هذا الشعب المسكين بمسؤولين واحزاب سياسية وقادة عسكريين مجردين من كل ذرة ضمير واحساس فأمعنوا في فسادهم وغيهم وكل ما يشغلهم اشباع رغباتهم وارضاء سادتهم واولياء نعمتهم وليذهب الشعب والوطن إلى الجحيم .

والكارثة أنه ورغم كل هذه المآسي التي تسبب بها هادي وحكومته المقيمة في الخارج لازال هناك من يدافع عن حكومة فرطت بحياة شعبها وسيادة وطنها وحولت دماء الشعب ومعاناته إلى شقق وفلل وارصدة ومشاريع استثمارية في عدد من الدول دون حياء ولا خجل .

فيا هؤلاء  اتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره ولا يغرنكم طول صبره وتحمله لبلواكم وحاولوا اصلاح ما افسدتم قبل أن تجتاحكم ثورة الجياع وحينها لن تجدوا تحالف سعودي يعصمكم ولا تدخل دولي يجيركم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى