.جرندبيرج….أربعة أشهر من الدوران والتحذير من فصول أكثر دموية والبحث عن قناة اتصال

 

/نيويورك – نجلاء الخضر   – الأمم المتحدة

نشر مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن، اليوم الإثنين، العدد الخامس من النشرة الإخبارية لنشاط المبعوث الأممي منذ شهر سبتمبر/أيلول وحتى نهاية العام 2021م.

وكان الدبلوماسي السويدي ” هانس جرندبيرج”، تسلم مهامه كمبعوث خاص للأمين العام لليمن في 5 سبتمبر/أيلول.

وقال في أولى إحاطاته لمجلس الأمن في العاشر من الشهر ذاته، إن “عملية السلام في اليمن متوقفة منذ فترة طويلة (..) ولم تناقش أطراف النزاع تسوية سياسية شاملة منذ عام 2016 ما ترك اليمنيين عالقين في حالة حرب لأجل غير مسمى”.

وقال إنه “يعتزم تقييم الجهود السابقة (للأمم المتحدة) وتحديد ما نجح منها ومالم ينجح” مؤكدا على ضرورة أن يشمل نهج الأمم المتحدة في انهاء النزاع جميع اليمنيين ويسترشد بتطلعات الشعب.

ومنذ توليه مهامه، التقى جرندبيرج قيادة الحكومة اليمنية والحوثيين في الرياض ومسقط، وزار عدن مرتين كما زار مدينة تعز المحاصرة.

كما بدأ المبعوث محادثات مع الجهات الإقليمية الفاعلة بما في ذلك السعودية والإمارات وإيران وعمان والكويت ومصر، إضافة إلى مشاورات دولية تضمنت التواصل المنتظم مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وزيارة موسكو.

وقال المكتب إن هانس “ركز خلال زياراته داخل اليمن والمنطقة، على مناقشة الأولويات السياسية والأمنية والاقتصادية في مشاوراته مع مجموعة متنوعة من النساء والرجال اليمنيين بما في ذلك ممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية والإعلاميين”.

وخلال لأشهر الأربعة، كرر المبعوث الأممي الدعوة إلى وقف الهجوم الوحشي على مأرب، وشدد مراراً “على أهمية معالجة القضايا الاقتصادية كجزء من حوار سياسي يهدف إلى إنهاء النزاع بشكل شامل.

وقال جرندبيرج في إحدى أحاطته لمجلس الأمن إنه “هناك حاجة ملحة لخفض التصعيد الاقتصادي و إلى إصلاحات أوسع نطاقًا لتحسين سبل كسب الرزق وخفض تكلفة السلع وحماية العملة. وهناك حاجة عاجلة أيضًا لمعالجة الاحتياجات الاقتصادية للبلاد ككل، ويتطلب ذلك مشاركة حقيقية من جميع المعنيين اليمنيين وتنسيقًا ضمن المجتمع الدولي للعثور على الحلول”.

وطالب بضرورة اتخاذ “تدابير فورية للتخفيف من تأثير الحرب على المدنيين”

وكرر المبعوث الدعوة إلى فتح مطار صنعاء وتدفق المشتقات النفطية والغذاء إلى اليمن بشكل سلس وتسهيل تحرك المدنيين والسلع داخل اليمن.

وأكد المبعوث أنه: “من أجل ضمان سلام مستدام على المدى البعيد، لا يمكن التغاضي عن الحاجة إلى حكم خاضع للمحاسبة وإلى العدالة والمساءلة في ظل سيادة القانون. كما لا يمكن التغاضي عن ضرورة توفير وحماية نطاق كامل لحقوق الإنسان لليمنيين”.

وفي إحاطته الأخيرة منتصف ديسمبر، أطلع المبعوث الأممي أعضاء مجلس الأمن، على نتائج نقاشاته وحواراته مع الأطراف ذات الشأن وقال “إني كرَّستُ الأشهر الثلاثة الأولى منذ توليت مهامي بما يتفق مع الخطوط العريضة التي قدمتها في إحاطتي الأولى أمام هذا المجلس.

وتابع: كان الهدف الرئيسي هو التحاور مع مجموعات متنوعة من اليمنيين (..) وقد اتَّسمت النقاشات في الغالب بالصعوبة، ما يؤكد تعقيدات وخطورة النزاع. وقد ظهر في حواراتي بوضوح شعور يمكن تفهمه من الإحباط واليأس في ضوء عدم تحقيق الجهود السابقة للنتائج المرجوة.

وأردف: الهدف الثاني منذ أن توليت مهامي فقد تمثل في إقامة علاقات مقربة تتسم بالثقة مع الدول الأعضاء في المنطقة سعيًا لدعمهم في الوصول إلى عملية سياسية. وقد تحاورت أيضًا مع أعضاء من هذا المجلس حول هذه الأمور وأنا ممتن لما عبروا عنه من دعم لجهودي.

وحدد جرندبيرج في إحاطته خلاصة زياراته ولقاءاته فيما قال إنها “ثلاث خلاصات حول طريق المضي قدمًا”:

الخلاصة الأولى هي أن الحلول الجزئية لن تقدم في أفضل الأحوال إلا التفريج المؤقت، ولن تؤدي إلى سلام مستدام. لا بد من معالجة الاحتياجات والأولويات العاجلة ضمن سياق عملية تتوجه نحو تسوية سياسية شاملة.

والخلاصة الثانية لن يكون الحل مستدامًا إذا لم يمثل مصالح مختلف اليمنيين سواء كانوا مشاركين في القتال أم غير مشاركين. وعلينا أن نعمل نحو سلام عادل ومستدام وليس نحو مجرد التأكد من غياب الحرب.

والخلاصة الثالثة أن الدعم الدولي والإقليمي المنظم والمنسق ضرورة أساسية لهذه العملية. وتقع على الجهات الفاعلة الخارجية مسؤولية في دعم اليمنيين في نقاشهم وبنائهم للتوافق حول الحلول السلمية. ولا بد لهم من اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم عملية السلام وتحقيق استقرار واسع النطاق. وسيكون لدعم هذا المجلس أهمية حيوية.

وطالب هانس من أجل الوصول إلى بعض التفاهمات المشتركة أن “يمنح المبعوث الخاص إمكانية الوصول المنتظم غير المقيد بشروط. والإبقاء على جميع قنوات الاتصال مفتوحة”.

ويعتبر هذا إقرار من المبعوث الأممي بعدم تمكنه أحراز أي تقدم خلال الأربعة الأشهر الفائتة منذ تولية مهامه.

ويشير تحذيره الأخير الذي تحدث فيه عن “مخاطر فتح فصول جديدة في الحرب اليمنية أكثر تشظيا ودموية”، من أن مهمته صعبة جدا، ومحكومة بالفشل مالم يكن هناك تغييرات دراماتيكية متسارعة في الموقف الدولي، تنسجم مع أي تغيرات ميدانية قد تمثل ضغطاً على الحوثيين للجنوح الى السلام .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى