تحليل يشكك بقدرة أي اتفاق على منع “قنبلة نووية إيرانية” ويقترح “الحل الوحيد”

 

عين اليمن الحر – الحرة

 

خلص تحليل نشرته مجلة “فورن بوليسي” الأميركية إلى أن أي اتفاق نووي مع طهران لن يمنعها من صنع قنبلة نووية، لإن برنامجها بات أكثر تقدما مما كان عليه عند توقيع اتفاق 2015.
واقترح التحليل الذي كتبه الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الـأدنى دينيس روس، أن التهديد الفعلي باستخدام القوة هو السبيل الوحيد الذي سيمنع النظام الإيراني من تجاوز العتبة النووية والوصول للقنبلة النووية.
ورأى روس، وهو دبلوماسي أميركي سابق شغل عدة مناصب بينها مبعوث الشرق الأوسط في عهد الرئيس بيل كلينتون، أنه وفقا لبنود الاتفاق المحتمل الحالي ستكون إيران بعد عام 2030 في وضع يمكنها من التحرك بسرعة نحو الحصول على قنبلة نووية ما لم يعتقد القادة الإيرانيون أن تكلفة القيام بذلك باهظة للغاية.
بالتالي يعتقد روس أن أي اتفاق جديد مع طهران سيؤدي لتأجيل التهديد النووي الإيراني، وليس إنهاءه.
في حال توقيع أي اتفاق مع إيران خلال الأيام المقبلة، يشير روس إلى أن طهران ستستغل ذلك عبر حصولها على مئات مليارات الدولارات لتعزيز وكلائها الإقليميين وبناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية بشكل أكبر وتقوية بنيتها التحتية النووية لجعلها أقل عرضة للهجوم.
خلاصة القول، وفقا لروس، هي أن عدم التوصل لاتفاق سيقرب إيران أكثر من الحصول على القنبلة النووية، والاتفاق سيؤخر ذلك قليلا ما لم تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها لإيصال رسالة للمسؤولين الإيرانيين بالمخاطر التي يواجهونها، بما في ذلك التلويح صراحة باستخدام القوة.
ويلفت الكاتب إلى أن الايرانيين لا يعتقدون اليوم أن واشنطن ستستخدم القوة ضدهم، لكن لا يزال بإمكان المسؤولين الأميركيين تغيير هذا التصور من خلال اتخاذ عدد من الخطوات.
أولا، يقول الكاتب أن على واشنطن إرسال رسالة للإيرانيين مفادها أن الولايات المتحدة ستتصرف عند نقطة معينة وتدمر البنية التحتية النووية لطهران بالكامل.
وثانيا، يرى أن القوات الأميركية يجب أن تجري تدريبات لعمليات جو-أرض ضد أهداف محصنة، لإن طهران تولي اهتماما كبيرا للتدريبات الأميركية وستفهم نوع الهجمات التي يعد لها البنتاغون.
وبالإضافة لذلك يقترح الكاتب أن تواصل واشنطن تحديث دفاعات شركائها الإقليميين ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، بهدف طمأنة شركاءها الإقليميين وتقليل تأثير التهديدات الإيرانية في المنطقة.
ويختتم الكاتب بالإشارة إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بتعزيز قدرات إسرائيل في مجال تزويد الطائرات بالوقود جوا، وزيادة قدرتها على ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية وإقناع القادة الإيرانيين بأن الخيار العسكري حقيقي.
والسبت، أعربت قوى أوروبية عن “شكوك جدية” في مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوض احتمالات إحياء اتفاق 2015.
وبدا أن المفاوضين الأوروبيين يحققون تقدما باتجاه إحياء اتفاق العام 2015 مع موافقة إيران إلى حد كبير على نص المقترح النهائي. لكن درجة التفاؤل تراجعت عندما أرسلت الولايات المتحدة ردها الذي ردت عليه إيران بدورها.
وفي بيان مشترك السبت، قالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن المقترح النهائي الذي طُرح على طهران يمثل “الحد الأقصى لمرونة” القوى الأوروبية بشأن الملف.
وأضافت “للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة”، مشيرة إلى أن طهران “تواصل بدلا من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول”.
ويأتي بيان القوى الأوروبية الثلاث بعد يوم على تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن رد إيران الأخير على مسألة احياء الاتفاق النووي يمثل خطوة “إلى الوراء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى