تحركات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني تثير هواجس الانتقالي

 

عين اليمن الحر –  متابعة

تشهد العلاقة بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي والمجلس الانتقالي الجنوبي توترا مكتوما يهدد بالخروج إلى العلن في ظل قلق متصاعد من الانتقالي حيال توجهات العليمي الأخيرة، خصوصا قراره بإنشاء “قوات درع الوطن”.

عدن – تثير تحركات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي منذ عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد غياب لنحو شهرين قلق المجلس الانتقالي الجنوبي، لاسيما بعد إصداره مرسوما رئاسيا بتشكيل قوة عسكرية تخضع لإشرافه المباشر، بدون التشاور مع القوى المشكلة لمجلس القيادة.

ويرى مراقبون أن إصدار المرسوم الرئاسي يعكس توجها لدى العليمي لمراجعة آليات عمل مجلس القيادة، لاسيما على مستوى اتخاذ القرارات داخله، والذي كان يحتكم في السابق إلى مبدأ التشارك بين القوى المؤثرة داخله.

ويشير المراقبون إلى أن العليمي يبدو أنه يسعى لإنهاء هذا الوضع وحصر القرارات بيديه، في استعادة للنظام الرئاسي، مدعوما في ذلك بضوء أخضر سعودي. وهذا الأمر يرى فيه المجلس الانتقالي انقلابا على التوافقات التي تم التوصل إليها في المفاوضات التي جرت برعاية مجلس التعاون وأفرزت تشكيل مجلس القيادة في أبريل الماضي.

رئيس مجلس القيادة أصدر مرسوما بإنشاء وحدة عسكرية كقوات احتياط تابعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة
ويقول المراقبون إن المجلس الانتقالي الذي يقوده عضو مجلس الرئاسة عيدروس الزبيدي تساوره شكوك كبيرة بأن تحركات العليمي تستهدف أساسا تحجيمه سياسيا، وأيضا تقويض نفوذه العسكري في جنوب البلاد، من خلال بعث تشكيلات مسلحة جديدة.

وأصدر رئيس مجلس القيادة نهاية يناير مرسوما يقضي بإنشاء وحدة عسكرية تسمى “قوات درع الوطن”، كقوات احتياط تابعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة.

ونص المرسوم الرئاسي على أن “تلتزم هذه القوات بقانون الخدمة في القوات المسلحة والقوانين ذات الصلة وبتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة”. ولفت المرسوم إلى أن القائد الأعلى يحدد عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه.

وأسندت قيادة هذا التشكيل الجديد إلى العميد بشير سيف قائد غُبَيْر الصبيحي والمعروف بـ”بشير المضربي الصبيحي”، وهو قيادي عسكري معروف بقربه من السعودية.
وكان الصبيحي أعلن في يوليو الماضي عن تشكيل قوات أطلق عليها اسم “ألوية العمالقة الجديدة”، على غرار قوات العمالقة التي يقودها عضو مجلس القيادة أبوزرعة المحرمي.

وأشار الصبيحي في بيان حينها إلى أن القوة الجديدة “تشكلت بالتنسيق مع مختلف القوى السياسية والعسكرية وتحت قيادة التحالف العربي، ووجدت للدفاع عن الدين والوطن والأعراض، والتصدي للمشروع الفارسي الذي يستهدف كيان الأمة”.

ولكن تم لاحقا تغيير مسمى تلك القوات إلى “قوات درع الوطن”، وأضيفت إليها ألوية أخرى من قوات تشكلت بدعم سعودي تحت مسمى “قوات اليمن السعيد”.

وذكرت مصادر يمنية أن “قوات درع الوطن” تسلمت في ديسمبر الماضي أجزاء من قاعدة العند الجوية في لحج، وهي ثاني أكبر قاعدة عسكرية في اليمن وتطل على باب المندب وخليج عدن، في خطوة تعكس رغبة سعودية في تعزيز حضورها في الجنوب عبر ألوية موالية لها بالكامل.

وأشارت مصادر عسكرية أخرى إلى وجود استعدادات لنشر قوات من “درع الوطن” في جبهات الجوف ومأرب المحيطة بمفرق الجوف المتاخم لريف العاصمة صنعاء.
ولفتت تلك المصادر إلى أنه من المحتمل أن تنتشر “قوات درع الوطن” في محافظة حضرموت الغنية بالنفط، في ظل محاولات للمجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة عليها.

ويرى متابعون أن التوجه السعودي الجديد بإنشاء تشكيلات عسكرية جديدة يأتي بعد فشل جميع المحاولات في توحيد الألوية المسلحة المنتشرة في مناطق سيطرة السلطة الشرعية.

وكانت جهود توحيد المؤسسة العسكرية في اليمن المنبثقة عن اتفاق الرياض الذي جرى إبرامه في 2019، اصطدمت بمعرقلات كثيرة لعل أهمها أن التشكيلات العسكرية الموجودة تنتمي إلى قوى سياسية ذات توجهات وولاءات مختلفة.

ويشير المتابعون إلى أن التحولات الجديدة الطارئة في الجنوب من شأنها أن تضع المنطقة على صفيح ساخن، غير مستبعدين أن يتخذ المجلس الانتقالي خطوة نحو الانسحاب من مجلس القيادة في حال ساءت الأوضاع أكثر بينه والعليمي، ولم يتم تقديم تطمينات للمجلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى