بيان سفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا، هو تغطية للفشل

 

 

 

✍️  د / عبدالقادر الجنيد

***

انتظرنا بدون جدوى مؤشرات وعلامات على نتائج وصول المبعوث الأمريكي جروندبيرج والمبعوث الأممي جروندبيرج إلى مسقط بعد عودة وفد سلطنة عمان من صنعاء.

ولكن كل ما لاحظناه- قبل يومين- هو دخول البواخر التجارية بدون احتجاز أو تأخير أو تفتيش- للبحث عن السلاح والذخائر كالعادة- إلى ميناء الحديدة.
وقرأنا عن تفاخر من الحوثيين بهذا الإنجاز.

ولا توجد أي أخبار عن تخصيص موارد جمارك وضرائب ميناء الحديدة التي يحصلها الحوثي لدفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين أنفسهم بحسب “إتفاق” ستوكهولم الذي كتبه بلاد نفس هؤلاء السفراء.

ويوم أمس فاجأنا سفراء بريطانيا وامريكا وفرنسا ببيان مكتوب بالعربية والانجليزية منشور في موقع تويتر للسفارة الأمريكية في اليمن.

البيان، يؤيد المجلس الرئاسي اليمني والحكومة والبنك المركزي في عدن.
ويكرر البيان نفس الكلام المعلب من قبل.

ما الداعي لإصدار هذا البيان؟
هل البيان تغطية للشعور بالذنب عند هذه الدول الكبرى لعدم تنفيذ وعودهم خلال العقد الماضي؟
هل البيان تغطية لفشل وساطات أمريكا وسلطنة عمان في الأسابيع الماضية؟

سننشر البيان وسنفكك نقاط البيان وسنعلق على النقاط وسيكون هناك تعليق ختامي عن البيان.

**
أولا: نقاط بيان السفراء
**

١- السفراء الثلاثة، يؤيدون جهود التوصل لحل سلمي تفاوضي شامل بين اليمنيين والحوثيين.

(الحوثيون لن يوافقوا أبدا على تفاوض مع شرعية اليمن ولا مع الرئيس رشاد العليمي)
(وإذا فبرك المجتمع الدولي أي مفاوضات، لن ينتج منها أي حل سلمي)
(وهذا رهان بيني وبين السفراء)

٢- السفراء الثلاثة، يعدون بأن بلادهم ستجتهد لدعم اقتصاد اليمن.

(شكرا)
(لكن نرجو ألا تذهب المساعدات للقطط السمان الحوثية وللمجهود الحربي الحوثي كما تفعل مساعدات منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي)

٣- يطلب السفراء من الحوثيين عدم ضرب البنية التحتية لليمن.

( السفراء الثلاثة، يناشدون الحوثي أن يغير طبعه ووسائله)
(الحوثي، يمارس السياسة بالإبتزاز والخطف والترويع وضرب المدنيين)
(ولن يستجيب الحوثي لطلب السفراء هذا)

٤- يطلب السفراء من الحوثي عدم تعطيل تصدير نفط وغاز اليمن بقصف موانئ التصدير.

(الحوثي، يريد إتاوة وثمنا غاليا وهي معظم قيمة التصدير وبالدولار وتسلم ليده شخصيا، مقابل عدم ضرب موانئ تصدير النفط)
(لن يستجيب الحوثي لهذا الطلب وسيخيب أمل السفراء)

٥- يطلب السفراء من الحوثي السماح للنساء الأجنبيات واليمنيات بحرية التنقل والسفر بدون وجود رجل محرم من أهاليهن.

(السفراء الثلاثة، لم يعرفوا بعد ماذا يعني أن تكون حوثيا)
(ولكن يمكن للسفراء أن يسألوا طالبان في أفغانستان)

٦- السفراء الثلاثة، يطلبون من الحوثي أن يسمح لليمنيين الرجال بحرية التنقل والأسفار داخل بلادهم اليمن.

(الغالب أن السفراء الثلاثة يعنون أهل تعز المحاصرين…
لكن لماذا هذا الخجل؟
ولماذا هذا الاستحياء من ذكر إسم تعز المحاصرة للسنة الثامنة على التوالي؟)

**
ثانيا: تعليق ختامي على بيان السفراء
**

١- نستنتج من بيان السفراء الذي بلا داعي أن مراضاة الحوثيين بالسماح بدخول البواخر التجارية ميناء الحديدة، التي قد تكون محملة بالسلاح والذخائر، قد تم إهدائها بلا داعي وبلا مقابل.
مراضاة وهدية بلا مقابل.

٢- نستنتج من بيان السفراء أن الرحلات المكوكية الأخيرة للوسطاء العمانيين والمبعوث الأمريكي ليندركنج والمبعوث الأممي جروندبيرج،
واجتماعاتهم مع بعضهم ومع كل الأطراف،
ووصول وزير خارجية السعودية وكبير مستشاري الخارجية الإيرانية إلى مسقط،
واجتماعاتهم مع رئيس الوفد الحوثي المقيم؛
كلها جهود قد اصطدمت بصخرة الحوثي.
وقد فشلوا.

٣- هل تتذكرون السفراء العشرة في صنعاء تحت قيادة جيرالد فيرشتاين في عامي ٢٠١١ و ٢٠١٢؟
كانوا يصدرون البيانات.
وقد فشلوا.

٤- من يتذكر اجتماع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في صنعاء- الغير مسبوق ولا ملحوق في أي بلد في العالم- لدعم الفترة الانتقالية؟
اجتماع استثنائي لمجلس الأمن في صنعاء يوم ٢٧ يناير ٢٠١٣ اختتم بإصدار بيان.
وقد فشلوا.

٥- عندما يعني السفراء ما يقولون..
وعندما يقول السفراء ما يعنون..
وعندما يفهم السفراء ما يدور في اليمن؛
يمكن أن تستفيد اليمن.

٦- مليح أن يكون “كلام” السفراء لصالحك،
لكن الأجمل منه أن يكون كلام عموم الناس لصالحك.
دعاء عموم الناس للقيادة أفضل من مناشدات وبيانات السفراء.
دعاء عموم الناس دليل على أن حالة الجبهات مطمئنة وعلى أن هناك من يهتم بأمور الناس.

٧- الإنجازات والقوة على الأرض تخلق الأمر الواقع.
والأمر الواقع يفرض نفسه.
والسفراء لا يملكون أي قوة على أرض الواقع.
ومجلس الأمن والسفراء لا يستطيعون أن يدعموا الضعفاء بدون استعمال القوة على أرض الواقع.

٨- ما الذي استفدناه نحن المعنيون من إصدار هذا البيان، الذي بلا فائدة ولا معنى؟
لا شيئ.
شكرا للسفراء على لا شيئ.

١٧ فبراير ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى