بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية …

تونس –  ✍️ صباح نور الصباح

أنا أمٌّ والقصائد أَجِنَّتِي ..

لو أنكم مصابون بمسّ حميد من اللّغة مثلي
لو أنه ما في جبّتكم إلا العشق
لأدركتم أن الشعر دين
وأن الشعراء رسل..
أيها العاذلون عشقي للشعر
أنا أمٌّ والقصائد أجنّتي
أنا لا أَبِيضُ قصائدي
ولا أُدَجِّنُ لغتي
أنا إمرأة تلد قصائدها
وتعيش المخاض زلزالا بين القلب والعقل
أنا إمرأة تضرم الحرائق بشِعرها
وتحترق..
ومن تحت الرماد
تنبعث عنقاء وارفة الخضرة
أنا لا أمتهن الشعر
ولا أبيع كلاما مستهلكا
بوهيمية أنا
أرفع فستاني عن فخذي
وأغوي الأبجدية
وأرقص مع الصور
أشهق الكلمات
وأزفر وجعي
بربريّة أنا
وكل عشاق الشعر مِلّتِي
أجوب الصحاري، أقطف الرطب
وأزرع فسائل اللغة في المدن
أعيد لأبي الطيب فرسه
كي لا تغتال لغة “الشات” قصائده
وأقطف من التاريخ أجمل العبر
كي لا يموت التوحيدي مختنقا بعطانة الرّقمنة..
أعترف أنني إمرأة مجنونة
ركبت براق الأبجدية
ودانت بالشعر في زمن تهافت اللغة
وعنجهية الصور
أعترف أنني درويشة
لا أملك من الحِلي إلا سبعا وعشرين لؤلؤة تتوجها ضاد من الزبرجد
أعترف أنني الأغنى ما دام رأسمالي : الشعر
صباح نور الصباح