بعد مقتل موظفين أمميين.. مجلس الأمن الدولي يدعو لخفض التوتر والعنف في ليبيا

رشادالخضر

الامم المتحدة نيويورك

على خلفية مقتل ثلاثة موظفين للأمم المتحدة جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة بنغازي، حث مجلس الأمن الدولي جميع الفرقاء الليبيين على خفض وتائر العنف في البلاد.
وأعرب القائم بأعمال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أثناء اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن مساء أمس السبت، بطلب من فرنسا، عن دعم موسكو لوقف العمليات القتالية في الأراضي الليبية بأسرع وقت ممكن.

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أهمية أن تمارس أطراف النزاع ضبط النفس، وأبدى تفاؤل موسكو إزاء الاتفاق المبرم مؤخرا بين “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، على إعلان هدنة إنسانية خلال أيام عيد الأضحى.

وأعرب بوليانسكي عن أمل روسيا في أن يكون وقف إطلاق النار مستداما، مشيرا إلى أن إلقاء اللوم على أي من طرفي النزاع أمر غير بناء، لأن الوضع المأساوي الذي تمر به البلاد حاليا نتيجة مباشرة لتفكك الدولة الليبية جراء أحداث عام 2011.

من جانبها، دانت ممثلة فرنسا في الاجتماع، آنا غوفين، التفجير الذي أودى بأرواح موظفين أمميين، وشددت على ضرورة إجراء تحقيق في الحادث وملاحقة المسؤولين عنه.

وأشارت الدبلوماسية الفرنسية إلى أن النزاع الليبي دخل مرحلة حرجة، مؤكدة أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، وحثت جميع الفرقاء الليبيين على الالتزام بالهدنة الإنسانية.

وأكدت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، أيضا ضرورة ملاحقة المسؤولين عن هجوم بنغازي، داعية طرفي النزاع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ خطوات في سبيل تعزيز الثقة المتبادلة.

بدوره، أشار ممثل الولايات المتحدة في الاجتماع، جوناثان كوهين، إلى أن ما حصل في بنغازي يدل على ضرورة خفض وتائر العنف في البلاد، مناشدا جميع الأطراف المضي قدما في تخفيف حدة التوتر.

وأثناء اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، عقد لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، بينتو كيتا: “الأمم المتحدة لا تنوي إجلاء موظفيها من ليبيا. ومكاننا في المستقبل القريب هو مع الشعب الليبي، فمصلحة الشعب الليبي هي التي خدمها زملاؤنا الذين سقطوا اليوم”.

ولفتت المسؤولة إلى أن الحادث في بنغازي الذي أسفر عن مقتل ثلاثة من موظفي البعثة الأممية هناك، وقع في الوقت الذي كان فيه أهالي المدينة يستعدون لاستقبال عيد الأضحى على الأراضي الخاضعة لسيطرة قائد “الجيش الوطني الليبي”، المشير خليفة حفتر

وسابقا السبت، قال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة بنيويورك إن مجلس الأمن الدولي قد يعقد جلسة خلال الساعات القريبة لبحث التصعيد الأخير في ليبيا، على خلفية مقتل موظفيْن أمميين هناك.

وأفادت مصادر طبية، السبت، بمقتل اثنين وجرح ثلاثة من موظفي المنظمة الدولية و نتيجة انفجار سيارة ملغومة قرب مركز تجاري في مدينة بنغازي. وفي وقت لاحق، أخبرت المصادر بوفاة أحد الموظفين الجرحى متأثرا بإصاباته.

ودان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، “بأشد العبارات الممكنة” التفجير في بنغازي. وشدد سلامة، في بيان، على أن هذا الهجوم “يعد بمثابة تذكير قوي آخر بحاجة الليبيين الملحة لوقف الاقتتال بينهم، ووضع خلافاتهم جانبا والعمل معا من خلال الحوار وليس العنف لإنهاء النزاع في ليبيا”.

فيما أكد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، أن هذا الأخير دان بشدة تفجير السيارة الذي أدى إلى مقتل اثنين من موظفي الأمم المتحدة وجرح ثلاثة آخرين. وأضاف أن الأمين العام قدم التعازي لأسر الضحايا وتمنيات الشفاء العاجل للمصابين. وأن الأمم المتحدة تعلن بقاء بعثتها في ليبيا رغم مقتل موظفين لها هناك

وذكر دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش دعا السلطات الليبية لبذل كل الجهود الممكنة للبحث عن الواقفين وراء هذا الهجوم ومقاضاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى