بعد اتصال من الأمين العام للأمم المتحدة .. إيران تقايض ملف اليمن بوقف العقوبات الدولية

متابعة – نجلاء الخضر – الأمم المتحدة نيويورك


بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، هاتفيا مع وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والعماني بدر البوسعيدي تطورات الأوضاع في اليمن وسبل إنجاح مساعي السلام وتفادي كارثة خزان النفط “صافر”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن ” الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش وظريف ناقشا خلال محادثتها الهاتفية ملفي الأوضاع بإيران واليمن”، دون مزيد من التفاصيل.

بينما كشفت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، أن غوتيريش طلب من طهران المساعدة في حل بعض المشاكل البيئية في الحديدة، في اشارة الى خزان النفط العائم “صافر” وسط تحذيرات اممية من كارثة وشيكة في حال تأخرت عملية صيانة وتفريع النفط من السفينة المتهالكة في اعقاب رفض الحوثيين في اليمن السماح لفريق خبراء امميين بالوصول للسفينة للقيام باللازم لتفادي الكارثة.

وقالت الوكالة الايرانية “خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني، قدم الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، الخميس، عرضا لاحدث جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، وناشد الجمهورية الإسلامية الايرانية للمساعدة في حل بعض المشاكل البيئية في ميناء الحديدة”، مؤكدة أن ظريف أعلن استعداد ايران لبذل مساع حميدة في هذا الصدد.

وأضافت “اغتنم وزير الخارجية الايراني فرصة الاتصال الهاتفي للإشارة إلى خطوة اميركا غير القانونية الاخيرة لاستخدام آلية الزناد لاعادة فرض الحظر الاممي على ايران وشدد على مسؤولية مجلس الأمن الدولي والأمين العام في هذا الصدد”.

وبحسب مراقبين فان ربط ظريف ملف اليمن بملف العقوبات على بلاده يعكس حرص إيران على المقايضة فيما بينهما ورهن تمكين الامم المتحدة من احراز اي تقدم في ملف اليمن الذي يتحكم به ذراع ايران الحوثية بقيام المنظمة الدولية بوقف التحرك الامريكي لاعادة تفعيل العقوبات الاممية الواردة ضمن قرار مجلس الأمن رقم 2231 والتي كان مقررا لها ان تنتهي الشهر القادم.

وغير بعيد ناقش المسؤول الدولي في اتصال هاتفي متزامن مع وزير الخارجية العماني المعين حديثا بدر البوسعيدي تطورات الأوضاع في اليمن.

ووفقا للخارجية العمانية فان الأمين العام للأمم المتحدة، أشاد خلال الاتصال، بالدور الذي تلعبه سلطنة عمان من أجل الدفع بعملية السلام في اليمن.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب نشرته على حسابها في “تويتر” الجمعة، “تلقى بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية اتصالاً من أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة مساء أمس، أعرب فيه عن تقديره العميق لجهود السلطنة في دعم مساعي الأمم المتحدة لتحقيق السلام باليمن”.

وافادت الخارجية العمانية ان غوتيريش أمل خلال الاتصال في استمرار هذه المساعي وصولاً الى الغايات المنشودة.

وتحتضن مسقط منذ عامين وفد المفاوضات الذي يمثل جماعة الحوثيين برئاسة الناطق باسمهم محمد عبدالسلام.

وكان وفد الحوثيين المتواجد في مسقط قد رفض مقابلة المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث خلال اخر زيارة له للعاصمة العمانية في اطار جولة استهدفت الحصول على موافقة على التعديل الاخير لمسودة اعلان وقف شامل لاطلاق النار في اليمن تمهيدا لاستئناف المشاورات السياسية بين الاطراف اليمنية بغية تقريب وجهات النظر لبلورة تسوية سياسية لازمة اليمن.

وبينما يواصل المجتمع الدولي دعمه للجهود الأممية في سبيل التوصل لحل سياسي في اليمن وذلك ما عكسه بيان مجلس الامن الدولي في ختام جلسة مغلقة عن اليمن قبل يومين، الا ان الحوثيين يواصلون تعنتهم لاعاقة اي نجاح للجهود الاممية، بل واطلقت تصريحات مؤخرا تشكك في حيادية المنظمة الدولية ومبعوثها الامر الذي يعد مقدمة لافشال مهمة المبعوث الحالي كما تعاملت مع مبعوثين سابقين، المغربي جمال بنعمر والموريتاني ولد الشيخ.

ويأتي اتصال الأمين العام للأمم المتحدة، بوزير الخارجية الايراني ليعكس ادراك المنظمة الدولية بان جماعة الحوثيين اداة وذراع بيد ايران وتليين مواقفها مرهون بالتفاوض مباشرة مع طهران التي بدورها لم تمانع في ذلك ولكنها جاهرت باستخدام ملف اليمن ورقة سياسية في وجه الضغوط والعقوبات الدولية التي خنقت اقتصادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى