اليمنيون أنفسهم ليسوا أبرياء!

 

✍️ بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

.
إذا سمعت يوماً أن حاكماً إماراتياً قد اشترى (جحشاً) أو (ناقةً) أو (نعجةً) بثلاثة ملايين دولار، فأعلم أن اليمنيين هم السبب!
وإذا سمعت أن مسئولاً إماراتياً قد اشترى (منديل) أو (معطف) أو (جوارب) إحدى الفنانات أو الممثلات الشهيرات بأكثر من مليون دولار، فأعلم أيضاً أن اليمنيين هم السبب!
أما إذا سمعت أن مواطناً إماراتياً قد خلع على (كلبه) أو (كلبته) حلةً تزن أكثر من ثلاثة كيلو جرام من الذهب الخالص (عيار 24)، فأعلم كذلك أن اليمنيين هم السبب!
نعم اليمنيون هم السبب!
ليست هذه (فزورةً) طبعاً ولا (لغزاً) وإنما هي الحقيقة التي يجهلها كثيرٌ من الناس.
فلولا حماقة اليمنيين وتساهلهم لما رأينا أحداً من الإماراتيين يمتلك يوماً الجرأة أو القدرة على التصرف بهذه الطريقة وهذا السفه الغير مسبوق .. أو يحق لهم ذلك!
وما علاقة اليمنيين بذلك يا شيخ؟!
ولا يهمك.. سأخبرك.
أليست (دبي) هي مصدر ثراء هؤلاء الناس؟!
فما الذي جعلها تغدو كذلك؟!
أليس هم اليمنيون أنفسهم؟!
وهل كانت (دبي) أصلاً وهي التي تقع على مسافة أكثر من سبعمائة كيلو متر من خط التجارة والملاحة العالمي لتصبح واحدةً من أهم محطات التجارة والإقتصاد في العالم أو تشهد هذه الحالة من الرخاء والثراء والإزدهار لو أن اليمنيين لم يهملوا (عدن)!
أليست (عدن) تقع على مسافة (صفر) كيلو متر من خط التجارة والملاحة العالمي؟!
ألم تكن هي واحدة من أهم ثلاثة موانئ على مستوى العالم؟!
فمن الذي حرمها وحرم اليمنيين من الإستفادة من خصائصها الفريدة هذه وموقعها الإستراتيجي المتميز لصالح (دبي)؟!
أليست هي حماقة اليمنيين وخلافاتهم وصراعاتهم وتجاذباتهم التي لا تكاد تنتهي؟!
وما علاقة ذلك بالإمارات و(دبي) ياشيخ؟!
يا حبيبي..
ليس الإماراتيون وحدهم، ولكن العالم كله يدرك جيداً أنه إذا اشتغلت عدن كما يجب وعلى النحو المطلوب، فإنه سيتوقف حكماً حال ما سواها من الموانئ والمناطق الحرة في المنطقة.
يعني لن يكون هنالك لا (دبي) ولا (نيوم) ولا حتى (أم الصبيان) ولا هم يحزنون!
لذلك يحرص الإماراتيون دائماً على أن لا تشتغل (عدن) أو تقوم لها قائمة.
وهذا بالطبع ما يفسر تواجدهم اليوم في عدن وسعيهم المحموم إلى السيطرة عليها بطريقةٍ أو بأخرى سواءً من خلال الإبقاء على اليمن واليمنيين في حالة صراع واقتتال دائم أو من خلال توظيف ودعم من يقوم مقامهم ويرعى مصالحهم وينفذ أجنداتهم الخاصة من اليمنيين أنفسهم في (عدن) والجنوب عموماً.
يعني المسألة منهم برمتها وباختصار لا فيها لا (فزعة) ولا (نخوة) ولا علاقة لها أصلاً لا (بشرعية) ولا (بانقلاب) ولا هم يحزنون!
المسألة متعلقة فقط (بعدن)!
فالإماراتيون في الحقيقة لا يرهبهم شيئٌ اليوم كما ترهبهم (عدن)!
هذه هي الحقيقة الغائبة!
فمتى يعي اليمنيون ذلك؟
متى يعون أنهم أنفسهم ليسوا أبرياء؟!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى