المسلمون في أمريكا هم الأكثر تبرعًا للاعمال الخيرية

 

عين اليمن الحر

استطلاع حديث أن المسلمين في الولايات المتحدة تبرعوا للأعمال الخيرية في عام 2020 أكثر من غير المسلمين، كما أنهم كانوا الأكثر تطوعًا في الأنشطة الخيرية مقارنة بغيرهم من باقي الأديان.

وبحسب الاستطلاع المنشور في صحيفة “واشنطن بوست“، فإن 1.1٪ فقط من الأمريكيين مسلمون، ومتوسط دخلهم أقل من دخل غير المسلمين، ومع ذلك فقد شملت تبرعاتهم 1.4٪ من إجمالي التبرعات المقدمة من الأفراد.

وأضاف تقرير “واشنطن بوست”: “المسلمون الأمريكيون، وهم أقلية شديدة التنوع وسريعة النمو، ساهموا بما يقدر بنحو 4.3 مليار دولار من إجمالي التبرعات لقضايا معظمها غير دينية على مدار العام”.

أشار الاستطلاع إلى أن النتائج مهمة لأنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها قياس حجم نطاق العمل الخيري من قبل المسلمين وأيضًا لأنهم يواجهون قدرًا كبيرًا من التمييز.

جاءت هذه النتائج من استطلاع تم إجرائه على أكثر من 2000 أمريكي، نصفهم من المسلمين، أجرته شركة الأبحاث “SSRS” من 17 مارس حتى 7 أبريل 2021، بهامش خطأ يزيد أو ينقص 3 نقاط مئوية، وقالت SSRS: “لقد عقدنا شراكة مع منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة، وهي منظمة إنسانية ودعوية غير ربحية، لإجراء هذه الدراسة”.

وقالت إن المشاركين أجابوا على أسئلة تتعلق بعاداتهم الدينية وممارسات التبرع، وقال مؤلفو الدراسة: “لقد استفسرنا أيضًا عن كيفية تأثير عدم اليقين الاقتصادي والسياسي والرفاهية المالية على عطائهم وتطوعهم، أخيرًا درسنا أيضًا ما إذا كانوا قد تعرضوا للتمييز وآرائهم حول مستوى التمييز في المجتمع”.

“وجدنا أن المسلمين الأمريكيين تبرعوا أكثر للأعمال الخيرية، حيث تبرعوا بمتوسط 3200 دولار في عام 2020، مقابل 1905 دولارًا للمستجيبين الآخرين، كما اختلفوا أيضًا عن غير المسلمين في نواح كثيرة، على سبيل المثال دعم ما يقرب من 8.5٪ من مساهماتهم قضايا الحقوق المدنية مقارنة بـ 5.3٪ من عامة الناس”.

يعتقد الباحثون أن هذا المستوى المرتفع من العطاء يعكس جهودًا لمحاربة الإسلاموفوبيا، وهو الخوف من الإسلام المتأصل في التعصب والكراهية ضد المسلمين، وبالمثل أعطى المسلمون المزيد لتعزيز فهم الجمهور لدينهم، فحوالي 6.4٪ من تبرعاتهم ممولة من البحث الديني، مقارنة بـ 4٪ من مصادر أخرى.

وقال الباحثون القائمون على الاستطلاع إن المسلمين الأمريكيين تحدوا المزيد من الاستعارات المعادية للإسلام من خلال الأسباب التي يدعمونها، على سبيل المثال فإن حوالي 84٪ من تبرعات المسلمين الأمريكيين تدعم القضايا الخيرية الأمريكية، مع ذهاب 16٪ فقط من هذه الأموال إلى الخارج، ويتعارض هذا مع الاعتقاد الخاطئ بأن المسلمين الأمريكيين يدعمون بشكل أساسي القضايا الخارجية.

وأضافت النتائج أن الأولويات الخيرية العلمانية الأخرى للأمريكيين المسلمين كانت تخفيف حدة الفقر والاستجابة لوباء كوفيد -19، حيث قال القائمون على الاستطلاع: “التبرعات للقضايا التي سعت للتخفيف من حصيلة فيروس كوفيد -19 على الصحة والتوظيف والأمن الغذائي في الولايات المتحدة شكلت 8.8٪ من العطاء على أساس ديني للمسلمين الأمريكيين، مقابل 5.3٪ لغير المسلمين”.

بالإضافة إلى ذلك، أكد الاستطلاع أن هذه التبرعات تشكل أيضًا جزءًا كبيرًا من العطاء غير الديني للمسلمين الأمريكيين، وأعطى المسلمون 14.3 ٪ من تبرعاتهم غير الدينية لمواجهة وباء كوفيد-19، في تناقض حاد مع الآخرين من بين السكان غير المسلمين الذين أجرينا معهم الاستطلاع، فإن 6.7٪ من التبرعات غير الدينية تدعم هذه الأنواع من الجمعيات الخيرية.


قال القائمون على الاستطلاع: “نعزو هذا النمط إلى حقيقة أن المسلمين الأمريكيين ممثلون بشكل مفرط بين المهنيين الطبيين والعاملين في الخطوط الأمامية، على سبيل المثال؛ 15٪ من الأطباء و11٪ من الصيادلة في ميشيغان هم من المسلمين الأمريكيين، وفي مدينة نيويورك يشكل المسلمون الأمريكيون 10 ٪ من أطباء المدينة و13٪ من الصيادلة و40٪ من سائقي سيارات الأجرة، وجميعهم تم تعيينهم كعمال أساسيين”.

وذكر الاستطلاع أن جميع المسلمين البالغين الملتزمين الذين لديهم الوسائل للقيام بذلك يتوقع منهم التبرع للأعمال الخيرية امتثالا للتقاليد الدينية، لا سيما الزكاة، التي تعدّ من بين أركان الإسلام الخمسة التي يلتزم بها المسلمون، هذا إلى جانب الصدقات التي تتم طواعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى