المجتمع الدولي يضغط لإنهاء الفساد والبداية بعلي محسن المتهم بالتورط في قضايا فساد، مع قائد القوات المشتركة السعودي الفريق فهد بن تركي .. و من أعاد الحوثي إلى أبواب مأرب؟

متابعة – علي الشرعبي


كشفت تقارير دولية إقدام الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، على اقالة نائبه علي محسن الأحمر، المتهم بالتورط في قضايا فساد، مع قائد القوات المشتركة السعودي الفريق فهد بن تركي، الذي اقالته المملكة العربية السعودية واحالته للتحقيق بتهم فساد، مرتبطة بإدارة الملف اليمني منذ ست سنوات.

وأشارت المصادر إلى ان الرياض تدفع نحو اقالة الأحمر، عقب تورطه في عرقلة الحسم العسكري على الحوثيين، على الحوثيين بعد ازمة السعودية مع قطر، على الرغم من ان تنظيم الإخوان قدموا جنرال الحرب الزيدي، على انه القادر على هزيمة الحوثيين، من خلال تفكيك قبائل طوق صنعاء، وهي قبائل زيدية باتت تدين بالولاء المطلق للحوثيين، وأبرزها قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر، الزعيم الإخواني ونجل المؤسس عبدالله بن حسين الأحمر، حليف السعودية السابق.

وترى قيادات زيدية بينها الأحمر ووزير الدفاع محمد المقدشي، ان هزيمة الحوثيين، يعني هزيمة للزيدية التي تنتمي لها، وهو ما مكن الحوثيين من الصمود على الرغم من الغارات الجوية المكثفة، قبل ان تتحول حربهم من دفاع إلى هجوم استعادوا على اثره السيطرة على مناطق استراتيجية وباتوا على مقربة من السيطرة على مأرب، المعقل الرئيس لاتباع علي محسن الأحمر.

التوغل الحوثي صوب مأرب والاستحواذ على أسلحة التحالف العربي، لا تؤكد على امتلاك الحوثيين قدرات قتالية عالية، بل توحي بتنسيق بين حلفاء طهران والدوحة، للضغط على الرياض للدخول في تسوية سياسية تقضي برفع المقاطعة عن قطر.

وتشير العديد من المصادر إلى ان الأحمر الذي يمتلك سجلا كبيرا من الفشل العسكري منذ العام 2004م، ضد الحوثيين بات اليوم يشكل عبئ على التحالف العربي، وربما تكون تهم الفساد هي المبرر الرئيس لإزاحة الرجل المتورط بتسليم العاصمة اليمنية صنعاء للحوثيين في أواخر سبتمبر 2014م.

تقارير عديدة تحدثت عن الفساد المستشري في الملف اليمني، وهو الفساد الذي عطل وعرقل الحسم العسكري، ولكن هذه القرارات فتح الباب امام فساد الجنرال علي محسن الأحمر، العائق الأبرز لعدم تحقيق أي انتصار، والمسؤول الأول عن تسليم المدن اليمنية الشمالية وأسلحة التحالف العربي للحوثيين.

وعلى واقع التغيرات السعودية في صفوف قيادة قواتها في اليمن، بدأ الارتباك جليا على الاصلاح- جناح الاخوان في اليمن- والذي كان يستند على فهد بن تركي قائد القوات المشتركة للتحالف المقال للتحكم بالقرارات المصيرية بالنسبة لـ”لحكومة اليمن المؤقتة”.

الانباء الاولية تشير إلى احتمال الاطاحة بقيادات عسكرية يمنية أبرزها علي محسن قائد الجناح العسكري للإخوان ورجل الحرب الاولى في اليمن ويد بن تركي في الفساد المنسوب اليه، والتقارير الاعلامية المتداولة تشير إلى أن قرار الاطاحة بمحسن قيد الدراسة وقد يصدره هادي خلال الايام القليلة المقبلة.. تغيير محسن الذي يضغط التحالف لتقسيم منصبه كنائب للرئيس، بين الشمال والجنوب، يعني انهيار المنظومة العسكرية للإصلاح والتي ظل محسن يديرها كتركة في الجيش اليمني منذ عقود من الزمن.

وتشير تقارير صحافية إلى ان هذه التحركات العسكرية تأتي بموازاة ضغوط على الإخوان لإنهاء هيمنته هناك وتحديد في مأرب وشبوة وحضرموت وصولا إلى ابين، إضافة إلى مسار سياسي قد يتطور ، وفق الخبراء، إلى جلسة لمستشاري هادي لمناقشة علاقة الإخوان بتركيا وقطر في اشارة إلى احتمال وضع الإخوان في موضع الحوثيين، تمهيدا لضربهم.

وذكرت تقارير يمنية أن التطورات الاخيرة اثرت على تحركات التنظيم، فعلى الصعيد السياسي لا يملك اية خيارات باعتبار قياداته تحت الاقامة الجبرية في الرياض ،وعلى الصعيد العسكري تبدو خياراته محدودة في ظل الانباء التي تفيد بضغوط التحالف على هادي لإجبار فصائل الحزب على الانسحاب من ابين وشبوة او تصنيفهم كـ”مليشيات” وبما يتيح للتحالف التعامل معهم جوا، وحتى على مستوى ناشطيه لم يجد خيار فلجأ لتسويق انهيار العملة على مواقع التواصل الاجتماعي لـ3 ايام متواصلة بغية ابعاد الانظار عن المخاطر التي تحيق بالحزب ومن شانها تدمير ما تبقى من شعبيته.

ويبدو الارتباك واضحا على قيادات الحزب الوسطى ويتجلى ذلك في مارب حيث تحاول هذه القيادات الحفاظ على ما تبقى من اوارق لها في المحافظة، وقد صعدت خلال اليومين الماضيين ضد التحركات التي يقودها الجنرال صغير بن عزيز رئيس هيئة اركان الجيش اليمني، للانقضاض على المحافظة سواء بدعم مسلحي الإخوان واستنفارهم أو الاستفادة من القوات التي تدفع بها السعودية والامارات من الجنوب، في الوقت الذي تتحدث فيه انباء عن تحريكها للوساطة القطرية للتقارب مع صنعاء.

وتوقعت مصادر سياسية تحدثت لـ(اليوم الثامن)، عن اعلان تحالف الإخوان مع الحوثيين، فيما اذا طال نائب الرئيس أي قرار اقالة او توقيف، وهو ما يعني التلويح بان اقالة الأحمر او توقيفه يعني ان “مأرب قد تصبح حوثية”، بدخولهم او اعلان تنظيم الإخوان الولاء لحكومة صنعاء غير المعترف به.

هذه التحولات المتوقعة، تأتي بالتزامن مع ضغوط غربية وأممية على انهاء الحرب والقتال المدمر في اليمن، والذي اقترب من دخوله العام السابع.

واستبعد مصدر دبلوماسي يمني مقيم في الخارج ان يقيل الرئيس هادي، نائبه الأحمر، مؤكدا في حديث خاص لـ(اليوم الثامن) “ان المسألة لا تخص الحكم والسلطة والرئاسة، مشيرا الى ان أولاد الرئيس هادي تربطهم علاقة تجارية مع الأحمر، وبالتالي فقرار اقالته قد يلقي بظلاله على مستقبلهم التجاري حديث النشأة.

وقال المصدر “ان اقالة الأحمر ربما تكون من قبل السعودية التي ترى ان الأحمر لم يعد الحليف الوفي الذي يمكن التعويل عليه في هزيمة الحوثيين، وهو ما يعني ادانته بالعديد من القضايا التي قد تجعل من قرار اقالته مسألة يمكن تمريرها على اتباعه.

سبق لقيادة المملكة العربية السعودية وان سربت وثائق تدين الأحمر بتقديم رشاوى لقيادات عسكرية سعودية، وهو أمر ترفض قوانيين الرياض، وبل ويتعرض الراشي لعقوبة قاسية.

البرقية المرسلة من وزارة الدفاع السعودية، والمعنونة بـ”سري للغاية”، بتاريخ 23 سبتمبر 2017م ، إلى الرجل الثاني في الحكومة اليمنية المؤقتة، تتهمه بتقديمه هبات مالية لضباط سعوديين متواجدين في مناطق حدودية أو في العاصمة الرياض.

وتفيد البرقية بأن ضابطا سعوديا (لم تسمه) يعمل في المنفذ في الجانب اليمني، أثناء قيامه بتسليم مبلغ مليوني ريال سعودي (أكثر من نصف مليون دولار أمريكي) للفريق الأحمر، مقدمة من سلطات بلاده، بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر2017، عن طريق مدير مكتبه، قام الأخير بإخراج مبلغ 100 ألف ريال، بما تساوي (26 ألف دولار تقريبا)، ووضعها بـ(الحقيبة) الخاصة بالضابط السعودي وعند استفسار الضابط السعودي، وفقا للبرقية، من مدير مكتب الأحمر عن أسباب إعطائه المبلغ، أفاد بأنه “مقابل أتعاب الطريق”.

ولوح الأحمر بعدم الرضوخ لأي ضغوط قد تدفع لإقالته، حيث أظهر انه المتحكم الرئيس في القرار العسكري اليمني، وان هادي لا يمتلك أي سلطة على الجيش اليمني.

هذا التلويح تشير مصادر عسكرية إلى ان الأحمر رفض بناء أي قوات عسكرية تكون حليفة لهادي، حيث تعرضت كتائب عسكرية موالية للرئيس هادي، لقصف متكرر خلال العام الحالي، وأسفر عن مقتل وجرح المئات في مأرب، نتيجة قصف قال الحوثيون انهم من يقف وراءه، لكن يظل السؤال من منح الحوثيين احداثيات قصف القوات التي اغلب منتسبوها من الجنوب.

وبعيدا عن قصف قوات هادي في مأرب، صعدت قوات مأرب من هجماتها، على محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس، وقد جاءت كاستمرار للخروقات التي ترتكبها المليشيات الإخوانية في أبين، منذ اعلان وقف إطلاق النار في يونيو الماضي، صعدت الميليشيات الإخوانية من هجماتها على مواقع القوات الجنوبية وحاولت استحداث مواقع جديدة في أبين.

مصادر عسكرية أكدت ان التصعيد هذا جاء ردا على تقارير إخبارية تحدثت عن نية الرئيس هادي الإطاحة بجنرال الحرب علي محسن الأحمر، المتهم بالتورط في قضايا فساد كبيرة واستثمار أموال التحالف التي قدمت لمعركة استعادة صنعاء من قبضة الحوثيين.

يبدو ان الأحمر من خلال التصعيد الأخير في شقرة بأبين أراد إيصال رسالة “انه سوف ينقلب على كل شيء فيما إذا تمت اقالته من منصبه”، وتحركاته توحي بأنه أصبح اقرب لإيران أكثر منه من السعودية التي تراه حليفها “غير الوفي”.

هذا التصعيد تزامن مع عمليات إرهابية نفذها مسلحون يتبعون محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو ضد من يراهم يناهضون وجود الاحتلال الإخواني للمحافظة النفطية.

ويبدو ان الأحمر عاقد العزم على تفجير الأوضاع جنوبا، عوضا عن اعلان أي تحالف مع الحوثيين حلفاء إيران، وهذا قد يبرر لنائب الرئيس اليمني، اعلان التحالف مع تركيا التي بدأت نشاطا استخباراتيا في تعز اليمنية وباتت تتحكم بمليشيات الحشد الشعبي هناك.

ويقدم الأحمر نفسه بالحاكم الفعلي لتعز عبر أدوات اخوانية متورطة في ارتكاب جرائم في منطقة الحجرية واستهداف اللواء 35 مدرع.

ونشرت وسائل إعلام محلية وثيقة، هي عبارة عن “برقية” سرية، قائد محور تعز خالد فاضل وضبط المتورطين بجريمة إعدام نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع وإحالتهم للقضاء، فقد وجه أيضا فيها على منع أي تواجد لقوات غير نظامية في منطقة الحجرية، في إشارة إلى كتائب أبو العباس وعدد من الضباط والجنود الذين يسكنون في المنطقة هم وعوائلهم وينتمون للمقاومة الوطنية.

وجاءت هذه البرقية، عطفاً على برقية سابقة بتاريخ 27/ 8/ 2020م وهو نفس التاريخ الذي شنت فيه مليشيا الإخوان حملة انتهاكات واقتحامات طالت منازل عديد من ضباط وقيادة اللواء 35 مدرع بمن فيهم منزل العميد عدنان الحمادي.

مصادر عسكرية اشارت إلى أن مذكرة علي محسن الأحمر، تتضمن مزيدا من العنف والاقتتال الداخلي خصوصا أن البرقية نصت على تحرير كامل تعز في إشارة إلى المخا وذو باب.

وأكدت أن الجنرال العجوز لا يزال يمارس لعبة البيضة والحجر، خصوصا بعد ان تم اقالة الأمير فهد بن تركي الذي كان أحد الداعمين والمساندين للأحمر وعدد من قيادات الاخوان في اليمن.

وحذرت المصادر العسكرية من مخطط الاخوان الجديد والذي تحشد له كل قواها من اجل السيطرة على المخا وذو باب وطور الباحة وغيرها من المناطق الساحلية، خصوصا بعد ان فقدت الكثير من مواقعها في محافظة مارب وباتت مدينة مارب على وشك السقوط بيد مليشيا الحوثي.

ولم تستبعد المصادر ان يكون مخطط الاخوان الجديد في السيطرة على المدن الساحلية الغربية بالتعاون مع مليشيا الحوثي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى