السلام والتسامح والمحبة حاجات إنسانية للبشرية …

 

✍️ خلود خليل

ان التعايش والتعددية وقبول الثقافات الأخرى، تقود الشعوب المختلفة في الفكر والدين والثقافة إلى التفاهم واحترام القيم والمبادئ الإنسانية؛ في سبيل بناء الجسور بين الثقافات والحضارات المختلفة. هذا فضلاً عن أنّها تغني القيم الدينية السامية والفطرة الإنسانية السليمة، والتي هي بالأساس الشرط الضروري لنبذ التعصب والحروب ومحاربة الجهل، وصولاً إلى مجتمعات بشرية متوازنة، متحابة، تستبدل سياسة العنف والتطرف بأهداف إنسانية عظيمة، تحقّق للإنسان الرفاهية التي لا مكان لهما في بيئة ضعيفة وضائعة.

من القيم الإنسانية التي أجمعت عليها الشرائع السماوية قيم التسامح والعدل ونبذ العنف، وتعزيز السلم والسلام بين الشعوب. فقد كرّم الله سبحانه الإنسان بالتأكيد على إنسانيته دون تمييز بين بني البشر، فقال (عز وجل): “ولقد كرمنا بني آدم”. كما أجمعت الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، في مقدمتها حفظ النفس البشرية قال تعالى: “أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”.

لذلك نجد أنّ الاختلاف في شكل أداء الشعائر والطقوس الدينية بين الديانات التوحيدية لم يحل دون الإيمان بأنّ الأخلاق الرفيعة والمشتركات الإنسانية والقيم السامية هي الأرضية الصلبة للتعايش والسلم والسلام بين الأمم، وهذا في المجتمعات المسلمة” بلغة واضحة فصيحة في المناسبات والمؤتمرات المختلفة.

ان قيمة التسامح وقدرته على نبذ الخلافات، وخلق تواصل إيجابي بين الفرد ومحيطه وبين المجتمع الواحد وبقية المجتمعات، المختلفة يُجمع علماء النفس الاجتماع ومستشارو التنمية الذاتية، على أن التسامح ونبذ الكراهية يجعل الفرد المتسامح يبني ويعمر ولا يهدم، بحيث يكون متصالحاً مع نفسه ومحيطه، وهو ما ينعكس على المجتمع، كما أكدوا أن نبذ الكراهية جسر التواصل الإيجابي والسلام بين الشعوب.
أن التسامح إحدى القيم الاجتماعية ذات المردود الإيجابي على الأفراد والمجتمعات، إذ يساعد على نبذ العنف والكراهية، ويُقرب بين الشعوب.

والتسامح على المستوى الاجتماعي تسامح حكمة يُوسع أيضاً مجموعة الخيارات المتاحة للناس، بما يزيد من سعادتهم، وبناءً عليه يرتبط التسامح مع الآخر المختلف بالسعادة ارتباطاً وثيقاً، ليس فقط لأن الناس المتسامحين أكثر سعادة، ولكن لأن العيش في مجتمع متسامح يجعل الحياة أقل توتراً للجميع.
ويحقق الطمأنينة والسعادة، ويجعل البشر قادراين على العطاء، لاستثمارها في أمور عظيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى