الردع السعودي … يكاد المسيئ أن يقول خذوني

د / آدم الخضر

ضحكت حتى الثمالة وأنا أقرآ ذلك المقال الهستيري الذي نشر في صحيفة ( الردع السعودي ) وما تضمنه من هجوم على الدكتورة شيخة عبدالله المسند الفائزة بعضوية لجنة القضاء على التمييز العنصري في الأمم المتحدة وعلى دولتها قطر .. ولست هنا معني بالرد والدفاع على الدكتورة شيخة ولا عن دولتها قطر .. ولكن إستوقفتني بعض العبارات التي أوردها كاتب المقال .. والتي ذكرتني بمقولة ( يكاد المسيئ أن يقول خذوني) ..فالمقال ومن حيث لا يدري كاتبه أدان دولته السعودية وحط من قدرها في نفس الوقت رفع من شأن دولة قطر وقدرتها على التأثير في العلاقات والسياسة الدولية وهيمنتها على الأمم المتحدة ..كاتب المقال يظن أنه أساء لقطر وأتهمها بالفساد لكنه في الواقع أتهم الأمم المتحدة وخضوعها لأملاءات دولة قطر ..ولأن الكاتب كان واقع تحت تأثير وضع هستيري وصدمة من نجاح الدكتورة شيخة فكتب أنها فازت بأغلبية ساحقة وحصلت على 132 صوتا من أجمالي 180 صوت ..ثم عاد

ليشكك بهذا الفوز ويقول أنه اكتشف لاحقا بأنه كان بعد مأدبة عشاء فاخرة وشيكات تم توزيعها على مندوبي الدول الأفريقية ..ولست أدري كم عدد الدول الأفريقية من عدد الأصوات132 التي حصلت عليها الدكتورة شيخة ..والمتهم مندوبيها بشكل صريح وواضح بالفساد والرشوة .. لكن المثير للضحك حقا أن يذهب الكاتب في اللاوعي ويكتب (…أن ما قامت به قطر بغرض البحث عن مكانة وهمية لتسهيل مهمته في تبييض وجهه القبيح الملوث بدماء الأبرياء وضحايا الإرهاب أمام المجتمع الدولي ) ونسي كاتب المقال أو تناسى أن مملكته المبجلة ومتذ خمس سنوات سفكت ولا تزال دماء آلاف الأبرياء من أبناء الشعب اليمني ..وأن فسادها فقط والمليارات التي تنفقها لأخفاء جرائمها وتحسين قبحهها هو ما أبقاءها حتى اليوم بعيدة عن المسآلة القانونية عن جرائم الحرب التي أرتكبتها في اليمن مستخدمتا الأسلحة المحرمة دوليا ..أما عن الإرهاب فالجميع يعلم علم اليقين أن السعودية هي الأم الشرعية للأرهاب والراعي الرسمي لكل المنظمات الإرهابية والممول لكل الجرائم الإرهابية .. بما فيها أحداث أيلول / سبتمبر 2001م … أما عن ما يجري داخل السعودية وما تمارسه من عمليات قمع وإرهاب في حق مواطنيها فحدث ولا حرج وما جريمة تقطيع خاشقجي عنا ببعيد .. قد يكون ما قاله الكاتب من منطلق الصراع السعودي مع قطر لكن هذا لا يعطيه الحق بالتشكيك بنزاهة الأخرين ولا يمنحه حق توجيه الإهتمام بالفساد والرشوة للأمم المتحدة والدول الاعضاء ..والأهم من هذا أن لا ينسى حين يتحدث عن الإرهاب وقتل الأبرياء أن يتذكر ما تتركبه مملكته من جرائم إرهابية في اليمن وغيرها بيدها أو عبر وكلاءها من الجماعات الإرهابية … وفعلا يكاد المسيئ أن يقول خذوني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى