الدولة العميقة…

✍️ مع تحيات – شعلان


كما جاء في الموسوعة الحرة، فإن الدولة العميقة، (بالإنكليزية: Deep state)‏ أو الدولة المتجذرة أو دولة داخل دولة، مفهوم شائع غير اختصاصي يُستخدم لوصف أجهزة حكم غير منتخبة تتحكم بمصير الدولة (كالجيش أو المؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية أو الأحزاب الحاكمة)، وقد تتكون الدولة العميقة بهدف مؤامراتي أو بهدف مشروع من قبيل الحفاظ على مصالح الدولة كنظام حكم. يُفترض بأن الدولة العميقة لديها عناصر موجودة في مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية، وهذه العناصر التي تعمل صوب أهداف مشتركة قادرة على التأثير في مؤسسات الدولة الرسمية وتوجيهها في قراراتها السياسية.

من الأمثلة الشائعة على مفهوم الدولة العميقة، الدولة العميقة أو المتجذرة في تركيا، والدولة العميقة في الولايات المتحدة (وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها الكثير من أجهزة المخابرات الأمريكية التي يبلغ عددها حوالي ستة أجهزة بالإضافة إلى اللوبيات). وكذلك في مصر (الجيش وكبار رجال الأعمال)، وغيرها. من الممكن أن تكون عناصر في الدولة العميقة، حين تسمى دولة داخل دولة، ومن من الممكن أن تصف بعض الأحزاب والجماعات التي تتصرف كأنها دولة لكن ضمن حدود دولة معترف بها، أو الأجهزة المخابراتية لدولة ما. أو الجهات الفاعلة في أي هيكل، ولكنها ليست دولة. وتسمى بالإنكليزية Non-State Actors، كما تعلمناه في الجامعة. مع تحيات شعلان.

بالمناسبة، دائما نسمع بتعبير “الدولة العميقة” التي يرددونها كالببغاوات في قنوات التلفزيونات الأردنية والعربية، وفي ما يُنشر من مقالات وفي الصحافة العربية . تجدهم دائما يتكلمون عن الدولة العميقة من دون أن يفهموها أو أن يقدموا شرحا للقراء أو المستمعين أو المشاهدين لكي يفهموا ما الذي يتكلمون عنه. كثيرا ما تسمع أيضا كلمة استراتيجية، أو شريك استراتيجي في مشروع حكومي. ولا أحد يفهم ماذا تعني كلمة استراتيجية أو استراتيجي. ويقول لك الوزير عنده استراتيجية لحل مشكلة ما، وبما أن كلمة استراتيجية أصلا كلمة غير عربية، بل مؤلفة من كلمتين يونانيتين “أسترا وإيجي)، وهما مصطلح حربي لا يستخدمان إلا في حالة الجيش والحروب. وقد طبق الحجاج تلك النظرية من دون أن يذكر كلمة استراتيجية أو حتى يعرف عنها، عندما جهز ثلاث حملات لغزو الهند والسند، ولم تفلح سوى الحملة الثالثة بسبب الخلل في الإسترا، أي سوء التخطيط في المرتين الأوليين، والإيجي، كانت متروكة للقائد، أي ما نقول عنه اليوم التكتيك. أي الكر والفر عند القائد في الميدان. لذلك الحجاج خطط لفتح السند وقاد العملية ابن عمه محمد بن القاسم الثقفي. وكثيرا ما نقول فلان تكتيكي وليس استراتيجي، وهنا المقصود أنه ليس العقل المدبر لأي خطة، إنما عنده براعة الكر والفر في الميدان لتنفيذ ما خُطط القيام به. والله أعلم بما أقول وأعلم إن كنت موفقا في شرحي..

لذلك أرى أن على الفيلسوف والمفكر والكاتب العربي أن يشرح للشخص البسيط مثلي هذه العبارة حتى أفهمها، لأن أصلها غير عربي.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى