الحرب الروسية الاوكرانية تدخل منعطف -كسر العظم

د / دحان النجار

والحرب التدميرية الشاملة تتراجع مؤشراتها:
بذلت اطراف الصراع في الحرب الروسية الاوكرانية ( روسيا من جهة امريكا واوكرانيا والناتو والاتحاد الاوروبي من جهة اخرى) جهود غير مسبوقه وحشدت القوة بشكل مفرط ضد بعضها البعض جعل العالم على حافة خطر الحرب الشاملة المدمره للجميع.
العقوبات الاقتصادية المتبادلة بلغت مدى غير مسبوق في العلاقات الدوليه والحشد العسكري والتهديد والتسليح كان هو الآخر غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. اراد شركاء اوكرانيا – الولايات المتحده والناتو واوروبا معاقبة روسيا واذلالها اقتصاديا وعسكريا في المستنقع الاوكراني وروسيا هددت باقصى ما لديها من قوة وهي تحريك السلاح النووي واستخدام اسلحة حديثة جدا وفتاكة في المعركة والناتو الذي يعتبر تمدده الى حدود روسيا سبب رئيسي في هذه الحرب عقد العزم على التوسع اكثر ومحاصرة الدب الروسي.
تدفقت الاسلحة النوعيه على اوكرانيا والحقت خسائر كبيره بالجيش الروسي وطولت امد الحرب التي لاتبدو لها نهاية قريبه وواضحة وعملت الولايات المتحده بشكل رئيسي والاتحاد الاوروبي على ايجاد بدائل لمصادر الطاقة الروسية الغاز والبترول القادمة الى اوروبا ومحاصرة روسيا في هذه الاسواق الاوروبية بدرجة رئيسية اي نزع مخالبها الاقتصادية في الاسواق العالمية والعسكريه في اوكرانيا ومن ثم الحفاظ على النظام العالمي القائم احادي القطبيه.
العقوبات الاقتصادية ظهرت اثارها السلبية في اوروبا وامريكا وبقية العالم اكثر منها في روسيا ويدفع الاقتصاد العالمي ثمنا باهضا سيقود الى ركود اقتصادي عالمي وربما هزات اجتماعيه وسياسية في بعض البلدان تزيد من تفاقم ازمات النظام العالمي القائم وتعجل بنضوج عوامل سقوطه.
من الناحيه العسكرية الامر واضح من البدايه بان روسيا بما تملكه من جيش وسلاح حديث وسلاح دمار شامل لا يمكن ان تنهزم وتتراجع وتنكمش داخليا ولابد لها من تحقيق نصر عسكري على الارض حتى لو كان اقل مما خططت له في البداية او تضع الجميع امام خيار “ عليا وعلى اعدائي”.
المعركة طالت وجبهة التحالف الدولي بدأت في التذمر وظهرت ملامح التفكك لعدم قدرة البعض على تحمل الاثار الإقتصاديه المدمره التي تتعمق كل يوم مع استمرار الحرب وفي الاخير لا يمكن للعالم او اوروبا ان يصبحا ضحية وثمن “ حرية اوكرانيا” .
اوكرانيا لم يصبح قرارها بيدها بل بيد الداعمين والمسلحين لها دوليا وروسيا تستقطع من اراضيها اكثر واكثر وتدمر قوتها بشكل بطىء ومستمر وفعال واصبح مستقبلها الجغرافي والديمغرافي في مهب الريح. اوكرانيا تتسبب بأذى كبير لروسيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا لكنها الخاسر الاكبر .
النظام الدولي القائم لا يمكن له ان يستمر كما كان وهذه الحرب كشفت عورته حيث تمردت العديد من الدول علنا وضمنا على التبعيه للولايات المتحده والناتو في سابقة لم يجرؤ عليها احد في الماضي القريب.
امريكاء والناتو وضحوا اهدافهم باضعاف وتاديب روسيا كي لا تقدم على خطوة اخرى مشابهه وظمنا يعترفون بان روسيا لابد وان تحقق بعض اهدافها في اوكرانيا تجنبا لحرب شامله وآملين بحدوث تغيير روسي داخلي وهو الامر المستبعد حاليا ولكنه غير مستحيل.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى