الحديدة تطيح باليماني من وزارة الخارجية..

نيويورك / نجلاء الخضر

تسارعت التطورات السياسية على صلة بأزمة الثقة المتفاقمة بين السلطات اليمنية الشرعية والمبعوث الأممي إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، عقب تسرب مسودة بيان بريطانية لمجلس الأمن وتقدم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني باستقالته.

ونقلت قناة “العربية” عن مراسلها في نيويورك استقالة وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، من منصبه، الاثنين. وتقدم اليماني باستقالته من منصبه رسمياً إلى الرئيس اليمني عبد ربه هادي.

ومن غير المعروف ما إذا كان الرئيس هادي قد قبل الاستقالة أم لا

ورأس اليماني الوفد المفاوض في مشاورات السويد التي أفضت إلى اتفاقات غامضة بشأن الحديدة مكنت للحوثيين لاحقاً، كما يقول المراقبون اليمنيون الذين حملوا اليماني مسئولية التوقيع على اتفاق غامض بدون سقف وبدون ضوابط.

لكن الفشل المركب تمثل في تعثر تنفيذ الاتفاق وفي الالتفاف عليه معاً برعاية بريطانية أممية عبر غريفيث وهانت مع عجز السلطات الشرعية عن فعل شيء ذي بال.

وصرح اليماني مراراً: “لا نعتبر الفشل خياراً لاتفاقية استوكهولم”.

وخلال ذلك قدمت بريطانيا مسودة بيان إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن تأكيد دعم أعضاء المجلس للمبعوث البريطاني/الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام الدعوات المتصاعدة إلى إنهاء مهمته ووقف التعامل معه.

وجاءت استقالة اليماني في أجواء أزمة تثقة وجدل متبادل أممي يمني حول تجاوزات مارتن غريفيث وتعثر تنفيذ اتفاقيات السويد وبصورة خاصة عقب تبني غريفيث مسرحية الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة منتصف مايو الماضي، وهو ما ترفضه الشرعية اليمنية وتتهم غريفيث بالتواطؤ مع المليشيات الانقلابية والإخلال بشروط الحيادية وتجاوز المرجعيات.

ومن المقرر أن تبدأ، اليوم الاثنين، مساعدة الأمين العام، روزماري ديكارلو، مباحثات في العاصمة السعودية الرياض مع مسئولين يمنيين وسعوديين الأوضاع في اليمن على خلفية توتر العلاقة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والرسائل المتبادلة بين الرئاسة اليمنية والأمانة العامة للأمم المتحدة أواخر مايو الماضي في هذا الشأن.

وتأتي زيارة ديكارلو إلى الرياض بعد ثلاثة أسابيع من اتهام الرئيس اليمني مبعوث المنظمة الدولية إلى بلاده مارتن غريفيث بالانحياز للحوثيين، وذلك في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وخاطب هادي غوتيريش “أودّ التأكيد أيضا أنّه لا يمكن أن أقبل باستمرار التجاوزات التي يقدم عليها مبعوثكم الخاص والتي تهدد بانهيار فرص الحل الذي يتطلّع له أبناء الشعب”.

وأرسل غوتيريش رسالة جوابية إلى هادي قال فيها، إن المنظمة الدولية لن تدّخر جهداً للحفاظ على اتفاقات السويد “نصاً وروحاً”. وأضاف: “بوسعي أن أؤكد لكم أيضاً أنه ليس لدى الأمم المتحدة أي نيّة لإقامة إدارة دولية في الحديدة”.

وقد قدمت بريطانيا مسودة بيان إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن تأكيد دعم أعضاء المجلس للمبعوث البريطاني/الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمام الدعوات المتصاعدة إلى إنهاء مهمته ووقف التعامل معه.

وجاء التحرك البريطاني الأخير متزامناً مع جولة لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة من المقرر أن تبدأ اليوم الاثنين إلى العاصمة السعودية الرياض لإجراء مناقشات مع الجانب اليمني ولقاءات مع الجانب السعودي على خلفية رسالة الرئيس هادي إلى الأمين العام حول تجاوزات غريفيث للمرجعيات واتهامه من قبل السلطات الشرعية في اليمن بالتواطؤ مع المليشيات الانقلابية والتضليل بشأن الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة.

وتعيد المسودة البريطانية المقدمة كمشروع بيان عن مجلس الأمن الدولي، تبني الرواية الحوثية بالانسحاب الأحادي والبناء على إفادة غريفيث وإحاطته مجلس الأمن منتصف مايو الماضي بتحقيق تقدم يتمثل في الانسحاب الأحادي وهو ما ترفضه الحكومة اليمنية بشدة.

كما تدعو المسودة كافة الأطراف اليمنية إلى استمرار التعاون مع غريفيث.

وتمثل المسودة البريطانية آخر حلقة في سلسلة التحركات والتدخلات البريطانية لصالح الحوثيين الذين استفادوا منها بداية من وقف استكمال معركة تحرير الحديدة قبل نحو ستة أشهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى