الإرهاب لم يعد يقتصر على شخص بعينه

أ / ثريا بن رحو

أن آليات التخلف عبر التاريخ. ونتيجة لهذا الغلو الديني والتطرف الفكري؛ ظهر ما يسمى بظاهرة الإرهاب الفكري الذي تمارسه الحركات الإرهابية التي تتشح برداء ديني متشدد، وتقترف أبشع الجرائم باسمه؛ حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولات نوعية، وأصبحت أكثر موضوعات الساعة خط ًرا وأبعدها أث ًرا، فقد تحولت من خلايا صغيرة إلى مجموعات تملك أسلحة ثقيلة متطورة من دبابات ومدرعات وصواريخ مضادة للطائرات، وهو لم يكن متا ًحا
للمنظمات الإرهابية التي برزت في الثلث الأخير من القرن العشرين .
فالتطور النوعي الذي شهدته المنظمات الإرهابية في عدد من الدول العربية أدى إلى رفع كفاءتها القتالية، وزاد من قدرتها على الاستقطاب والحشد، واستغلال تطور النزاعات التي قامت في المنطقة وتحويلها إلى صراعات مسلحة شديدة الدموية، ما جعلها تمثل

ضغو ًطا متزايدة شديدة الخطورة على الأمن القومي في الدول

لقد مع الأسف أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية بماله من تأثير على كافة جوانب الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهو يمثل التحدي الأكبر لمعظم شعوب العالم اذ أصبح وباء خطير سريع الانتشار ولا توجد دولة فى العالم في مأمن من شره حيث أصبح يمثل التهديد الرئيسي للسلم والأمن العالمي .
للأسف استطاعت الجماعات الإرهابية أن تؤثر على عقول الشباب من كافة الجنسيات المختلفة وتجذبهم إليها حيث تعتمد هذه الجماعات على فهم خاطئ للآيات القرآنية التي تتضمن القتال والجهاد دون إدراك لأسباب النزول أو الظروف التي أحاطت بذلك النزول , وهل نسخ العمل بها اما لا ؟ فيضلل الشباب ويخدعهم الفهم الظاهري الخاطئ لهذه الآيات ليستقر فى أذهانهم ان القتل والعنف والتخريب أعمال مشروعة وجهاد في سبيل الله يثاب عليه أعظم الثواب .
وان ما تقوم به هذه الجماعات هو خروج على روح الإسلام ومبادئه السمحاء وليدرك الشباب مدى الضلال والانحراف الذي انحدرت اليه هذه التنظيمات وان الإسلام الصحيح يلفظها ويتبرأ منها , ولكن مازال البعض يعتقد إن الحل الامنى هو الحل الوحيد للتعامل مع ملف الإرهاب والتطرف وهو اعتقاد خاطئ لان الحل الامنى يتعامل مع الجماعات المسلحة التى تريد الإضرار بالوطن .علينا وضع ظاهرة الارهاب على بساط البحث العلمى الدقيق سعيا للبحث عن حلول جذرية لها تستهدف استئصال شأفتها من المجتمع أو على الاقل تقليل ماينتج من اخطار فان اقتلاع ظاهرة الارهاب لن تتحقق بغير تطوير التعليم وتحسين الرعاية الصحية والاجتماعية واقامة دولة القانون ونشر ثقافة التسامح وتكريس قيم المواطنه وغرس تعاليم الدين الاسلامى الصحيح فى نفوس الافراد فيجب علينا تنشئة الابناء تنشئة سليمة من جميع النواحى النفسية والدينية والتربوية والاجتماعية من خلال تعامل سوى بين الابناء وتربية الابناء على قبول الاخر المختلف معهم فى الدين والجنس فعلينا ان نتجه الى تحديث المناهج التعليمية التى تنمى المواهب والفنون والفكر المعتدل ونشر ثقافة التسامح الإنساني والعالمي من أجل خلق جيل جديد مثقف ومتعلم ومنتج ومبدع وتعزز من قيم الحرية والتسامح والتعاون المتبادل والاعتراف بالاخر , وحبذا لو تضمنت المناهج الدراسية مادة مستحدثة عن وسطية الاسلام وسماحته وقبوله للاخرين والتعايش مع العالم فى سلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى