وزير الخارجية السعودية : التراخي في الجهود الدولية والانتقائية في تطبيق القانون الدولي تسببا في توسع دائرة الصراعات

نيويورك – صورية شعلال – ألأمم المتحدة

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن العديد من الأزمات التي يشهدها عالمنا تفاقمت بسبب ما وصفه بـ “الاكتفاء بإدارة تلك الأزمات دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها”.

وأوضح أن ذلك يعود إلى “تراخي الجهود الدولية الفاعلة، والانتقائية في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الأمر الذي قال إنه أسفر عن توسع دائرة العنف والصراعات، وتهديد مبادئ الشرعية الدولية”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في المناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة، أكد خلالها ضرورة الالتزام بالمبادئ وأسس مـيثاق الأمم المتحدة، والعمل المشترك والجاد للتركيز على الحلول السلمية طويلة الأمد التي تضمن حماية المدنيين، وتُنهي القتال والحروب.

وجدد في هذا الصدد رفض بلاده وإدانتها “لجميع الجرائم الإسرائيلية الشنيعة” المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، قائلا إن الجرائم الأخيرة المرتكبة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، ليست سوى “فصل من فصول معاناة هذا الشعب الشقيق، الذي استمرت معاناته على مدار عقود من الزمن”.

وسلط الأمير فيصل بن فرحان الضوء على القرارات التي صدرت عن القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، والتي قال إنها تمثل إرادة الشعوب العربية والإسلامية.

وأوضح أن القرارات الصادرة عن القمة “دعت إلى حقن الدماء وإيصال المساعدات دون قيود، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة باستعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة”.

ورحب بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يتضمن أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة. كما رحب بـ “القرار الإيجابي” الذي اتخذته عدد من الدول بالاعتراف بدولة فلسطين، داعيا بقية الدول إلى المضي قدما بالاعتراف بها.

كما أبدى ترحيب بلاده بالرأي الاستشاري الصادر عن مـحكمة العدل الدولية بشأن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتأكيدها عدم قانونية الوجود الإسرائيلي فيها.

وأعلن الأمير فيصل بن فرحان إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بالشراكة مع أعضاء اللجنة الوزارية العربية – الإسلامية المشتركة، ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي. وبيّن أن هذه الخطوة تجيء استشعارا بمسؤولية بلاده للتحرك الجاد في سبيل تجسيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.

كما أعلن عن تقديم بلاده أكثر من 5 مليارات دولار من المساعدات للشعب الفلسطيني. “ومنذ بداية الأزمة الراهنة في قطاع غزة، قدمت المملكة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إغاثية وإنسانية تُقارب 185 مليون دولار أمريكي. وتم التوقيع على اتفاقيات مع عدد من المنظمات الأممية والدولية الإنسانية لتنفيذ مشاريع إنسانية، بمبلغ يزيد على 106 ملايين دولار”.

وقال إن بلاده ستواصل دعم وكالة الأونـروا لتمكينها من تقديم خدماتها الإغاثية وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للأشقاء اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن إجمالي دعم المملكة لوكالة الأونروا تجاوز مليار دولار.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية السعودي إن غياب المساءلة والعقاب يشجع إسرائيل على التصعيد، مشيرا إلى “ما يتعرض له لبنان من اعتداءات وانتهاكات متصاعدة”. وحذر من أن هذا التصعيد لن يحقق الأمن والاستقرار لأي طرف، “وينذر بعواقب خطيرة، وتوسيع رقعة العنف والحروب، والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها”.

وأكد في هذا السياق على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، واحترام سيادته، بما يتوافق مع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وضم صوت بلاده إلى الجهود الدولية الهادفة إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار بما يتيح المجال للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مستدامة.

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن المملكة اتخذت “خطوات واضحة” للدفع نحو التهدئة والتنمية على الصعيد الإقليمي، مشيرا إلى استئناف العلاقات مع إيران “بما ينعكس إيجابا على ترسيخ الأمن والاستقرار، ودفع عجلة التنمية والازدهار الإقليمي”.

كما أشار إلى استئناف بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا لتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين بشأن القضايا المشتركة، “إيمانا من المملكة بأن حل الأزمة السورية سيسهم في تنمية واستقرار المنطقة”.

وفي الشأن السوداني، أكد مواقف بلاده الثابتة بشأن الحفاظ على أمن السودان وسلامته واستقراره، وتماسك الدولة ومؤسساتها ومنع انهيارها، ومساندته في مواجهة تطورات وتداعيات الأزمة الحالية.

وأشار في هذا السياق إلى استضافة المملكة محادثات السلام السودانية في جدة “لتأكيد ضرورة التهدئة، ووقف العمليات العسكرية، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية. ويجري العمل على استئناف محادثات جدة 3 لهذا الغرض”.

في موضوع آخر، أشار وزير الخارجية السعودي إلى اختيار بلاده لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 تحت شعار “حقبة التغيير: المُضي قُدما بكوكبنا نحو استشراف المستقبل”.

وأوضح أن فكرة المعرض تتمثل في استشراف مستقبل الكوكب والتطورات التقنية المفيدة، مع التركيز على أهـداف التنمية المستدامة. وقال إن هذا المعرض يمثل فرصة لتعزيز العمل في المشاريع ذات التأثير العالمي، والتعاون لإيجاد حلول عالمية من خلال الابتكار والاستدامة والشمولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى