ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يدعو طرفي القتال في السودان إلى إنهاء الاقتتال والعودة إلى الحوار

نيويورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة

مع دخول القتال في السودان أسبوعه الخامس، جدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس دعوته للأطراف لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة تفضي إلى وقف حقيقي لإطلاق النار.

وقدم السيد بيرتس إحاطة لمجلس الأمن اليوم الاثنين سلط فيها الضوء على آخر تطورات الوضع في البلاد.

وقال بيرتس إن الصراع لم يظهر أي بوادر على التباطؤ على الرغم من الإعلانات المتكررة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين. فيما لم يُظهر أي من الجانبين حتى الآن القدرة على إعلان انتصار عسكري بشكل حاسم.

وأضاف: “يطالبني الطرفان باتخاذ موقف وإدانة تصرفات الطرف الآخر. وأنا أدعو الطرفين إلى إنهاء الاقتتال والعودة إلى الحوار لما فيه مصلحة السودان وشعبه”.

وشدد بيرتس على أهمية الدور الذي تلعبه مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المدنيين والسياسيين، مؤكدا أن سلاما دائما في السودان لا يمكن رسم ملامحه إلا من خلال عملية انتقال ذات مصداقية بقيادة مدنية

وأعرب عن تقديره للجهود الإقليمية والدولية لإنهاء القتال في السودان بشكل عاجل مشددا على ضرورة تنسيق الجهود لصياغة نهج مشترك يشمل جيران السودان والمنطقة.

وقال إن الأمم المتحدة ستواصل العمل بشكل وثيق مع الشركاء في الآلية الثلاثية، والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) لدعم هذه الجهود.

ورحب بالوساطة السعودية-الأمريكية التي أدت إلى توقيع إعلان التزام بحماية المدنيين في 11 أيار/مايو، وإلى اتفاق لوقف إطلاق النار مدته 7 أيام وترتيبات إنسانية في 20 أيار/مايو، قائلا إن الاتفاق من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ الليلة.

وقال إنه سيواصل الانخراط مع قيادتي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية مع الضغط من أجل إنهاء هذه الحرب.

“الطرفان يتحملان اللوم وليس المجتمع الدولي”

وقال الممثل الخاص إن البعض ألقى باللوم على عاتق المجتمع الدولي في هذا الصراع لعدم رؤيته علامات التحذير. ويلقي آخرون باللوم على العملية السياسية، أو الاتفاق الإطاري، الذي كان يهدف إلى تشكيل حكومة بقيادة مدنية، أو المجتمع الدولي لإعطاء دور كبير في العملية لرجال مسلحين.

وأضاف: “لنكن واضحين: مسؤولية القتال تقع على عاتق أولئك الذين يخوضونه يوميا: قيادة الجانبين اللذين اختارا تسوية نزاعهما في ساحة المعركة بدلا من الجلوس على الطاولة. إن قرارهما هو الذي يعصف بالسودان. ويمكنهما إنهاء ذلك”.

المدنيون يدفعون ثمنا باهظا

وقال الممثل الخاص إن المدنيين دفعوا ثمنا باهظا لهذا “العنف العبثي”، مشيرا إلى أن القتال المستمر منذ 15 نيسان/أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تسبب في مقتل “أكثر من 860 شخصا بينهم 190 طفلا وجرح 3,500 آخرين”.

وقال بيرتس إن الكثيرين لا يزالون في عداد المفقودين، بينما نزح أكثر من مليون شخص لجأ أكثر من 840 ألفا منهم إلى مناطق أكثر أمنا من البلاد بينما عبر 250 ألفا الحدود السودانية.

لكن السيد فولكر بيرتس قال إن الأرقام “لا تعكس القصص المروعة لآلاف الرجال والنساء الذين هجروا منازلهم وقاموا برحلات شاقة استمرت لأيام بحثا عن الأمان عبر الحدود. ويواصل الكثيرون الانتظار لأيام وأسابيع عند المعابر الحدودية لتأمين المرور”.

وأعرب عن امتنانه للبلدان التي تستقبل اللاجئين والعائدين الفارين من السودان، مشددا على ضرورة أن تظل الحدود مفتوحة لمن يبحثون عن الأمان. وضرورة تسريع الإجراءات عند المعابر الحدودية. وقال إن الأمم المتحدة تواصل العمل على تخفيف العبء على الدول المجاورة وضمان تلبية

احتياجات اللاجئين بكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى