لقاء عيدروس الزبيدي مع وفد قيادي من الإصلاح في الرياض حظي بتكهنات لا حصر لها جميعها تتمحور حول:
✍️ خالد سلمان
هل هو تقارب لتوحيد الجبهة الداخلية إستعداداً للحرب ، أم هو تعزيز للتفاهمات حول خارطة طريق، تجري عملية نسج بنودها خارج الشفافية ،ليس للجمهور بل وحتى لأطراف المجلس القيادي الرئاسي.
لقاء قائد الإنتقالي جاء بعد سلسلة إجتماعات عقدها مع سفراء الدول الأجنبية وتحديداً الملحقين العسكريين، مايوسع فجوة التوقعات ويرمي بظلال من عدم اليقين ، حول طبيعة التقارب الإنتقالي الإصلاحي وإلى اي ضفة سيدفع الأمور.
وفي مطلق الأحوال وأي كانت الأبعاد غير المعلنة لهذا اللقاء، إلا أنه يكسر جليد الجفوة بل وحتى العداء بين الطرفين ، يخرج الإصلاح من الموقف المتصلب تجاه القضية الجنوبية ، ومن جانب الإنتقالي يقطع مع سابق الشك العدائي، ويعيد صياغة التفاهمات على قاعدة الإقرار بوجود قضية جنوبية عادلة وإطار سياسي يمثلها ، ومغادرة لغة التخوين والعمالة للجوار في خطاب الطرفين معاً.
لا أحد يملك المعطيات الملموسة حول أبعاد هذا اللقاء ، وما إذا كان يمضي نحو وحدة الجبهة الداخلية بمعناه العسكري ، أو رص المواقف السياسية ببعده التفاوضي، حيث تدخل الأطراف المقابلة للحوثي بمشروع موحد ،بعد ترسيم نقاط الخلاف ،والإعتراف بتوجه جديد لإدارة التباينات في الصف الواحد دون الإضعاف المتبادل والإنزلاق نحو الحرب البينية ،ولا سيما مايتعلق بآلية حل قضية الجنوب.
السؤال الذي أربك المتابع:
هل نحن أمام خنادق حرب ، أم طاولة حوار يرسم مساراً للسلام؟ ، وهل نحن إزاء خارطة طريق محددة المعالم مشبعة ببحث التفاصيل من قبل مكونات الشرعية، أم هي صفقة سعودية حوثية ،تخرج الآخرين من ساحة الفعل المؤثر على وجهة المخرجات، وتحول ماعدا السعودية والحوثي، إلى مجرد خلفية لصورة تذكارية توثِّق مراسيم حفل التوقيع ، وتصبغه بعيداً عن الحقيقة بصفة الحل اليمني اليمني؟
يبقى تجاهل إعلام الإنتقالي للقاء، يؤشر لعدم رضا وربما يفتح على إحتقان داخلي.
من صفحة الكاتب على منصة x