قاعة حواء للأعراس بتعز ..الذكرى والمأساة

قاعة حواء للأعراس بتعز ..الذكرى والمأساة

*كتبت | ذكرى الظرافي ..مسؤولة المرأة والطفل بالساحل الغربي

لازالت جريمة قاعة حواء للأعراس في تعز والتي ارتكبت في مارس 2019 راسخة في ذاكرة مئات النساء والأطفال من أبناء الساحل الغربي ممن عاشوا هذه الفاجعة والمأساة التي يصعب عليهم نسيانها لهول ما حدث في ذلك اليوم المشؤم الذي تحول من أفراح إلى حزن يخيم على أهالي العرس ومن حضره من الأهل والاقارب والاصدقاء .

ورغم مرور خمس سنوات على تلك الفاجعة المروعة التي راح ضحيتها عدد من نساء الساحل الغربي أثناء حضورهن عرس في قاعة حواء للأعراس بمنطقة وادي القاضي وسط مدينة تعز المدينة التي كانت أمنة مطمئنة ذات يوم قبل أن تغزوها عصابات القتل والارهاب المتسترة بثياب الدولة الرسمية , ناهيك عن الاثار النفسية التي خلفتها تلك الجريمة وانعكست على حياة الأطفال والنساء , رغم كل هذه السنوات لازال الجناة طلقاء يسرحون ويمرحون وبعيدين كل البعد من أن تنالهم يد العدالة إن كانت هنالك عدالة أصلاً في هذه المحافظة التي اصبحت ساحة مستباحة لكل القتلة والمجرمين والإرهابين وشذاذ الآفاق الذين يعتبرون تعز بكل ما فيها فيداً مستحقاً لهم .

وبالنسبة لنا نحن نساء الساحل الغربي ممن كن شهود عيان على هذه الجريمة اللاإنسانية واللاأخلاقية والمنكرة والمستنكرة بكل الأعراف والتقاليد والقوانين الإنسانية وبكل الشراع السماوية , بالنسبة لنا سنظل نتذكر هذه الجريمة بكل تفاصيلها وأوجاعها ونذكر بها كل إنسان سوي وكل ذي عقل وقلب وضمير , لعل وعسى نجد ذات يوم ممن بيدهم مقاليد السلطة أذاناً صاغية وعقولاً واعية وضمائر حية تتحرك وفقاً للقانون والشرع والأخلاق لتضع حداً لمن ارتكبوا هذه الجريمة المروعة ومن تستروا عليهم حتى تطمئن قلوبنا وتشفى جروحنا ونشعر أن هنالك دولة ونظام وقانون يتساوى أمامه الجميع دون تمييز أو انحياز لحزب أو قبيلة أو منطقة , وحتى لا تتحول الأفراح إلى مآسي كما حصل معنا نحن نساء الساحل الغربي على يد عصابة من المجرمين احترفت الاجرام والقتل في مدينة تعز الحالمة التي بات سكانها يحلمون بالأمن والأمان والاستقرار ولا يجدوه .

وللتذكير فإن توقيت هذه الجريمة جاء متزامناً مع اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل عام , وبهذه المناسبة نزف أجمل التهاني والتبريكات لكل نساء العالم متمنيين أن تحقق المرأة كل طموحاتها وتنال كافة حقوقها المشروعة في عالم يحترم المرأة ويقدر دورها في الحياة .

ولا عزاء لكل مسؤول أو شيخ أو شخصية اجتماعية أو سياسي أو مثقف يغض الطرف عن مثل هذه الجرائم التي تسيئ للمجتمع اليمني بكل فئاته ومناطقة ومكوناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى