صنعاء… بين ضياع الخطى واستقرار الحلم لمشروع تعثر ولم يمت

بقلم : ✍️ زعفران علي المهنا
شهران بالتمام والكمال قضيناهما في أزقة صنعاء، نلاحق فكرة، ونبحث عن مأوى لحلم تعثّر ولم يمت. شهران من التسكع المبرر خلف مقرات، وبيوت، وأحلام مُعلقة في جدران الطين العتيقة. قضيناها مع سماسرة من كل صنف، لحظات أرهقتنا، وتفاصيل أزعجتنا، وقرارات كادت أن تُطفئ حماسنا… لكنّ في كل هذا العناء، شممت شيئًا آخر.
رائحة الجمال كانت تفوح من جدران البيوت العتيقة. رائحة الحب تُلامسنا من ملامح الوجوه المرهقة التي ما زالت تبتسم. رائحة التميّز تسكن التفاصيل، في الشرفات الخشبية، في الخط العربي المنقوش على أبواب المساجد، في أصوات الباعة وهم يغنون للزبائن، دون أن يدروا.
فهمت الآن لماذا صنعاء حوت كل فن ، أن ترقص، أن تكتب، أن ترسم، أن تحب، أن تثور. هذه المدينة تحوي كل فن لأنها مدينة لا تطيق الصمت، ولا ترضى أن تمر الحياة من حولها عابرة دون أن تترك فيها أثرًا.
ما كنت أظنه مهمة عقارية صار تجربة إنسانية. ما بدا كرحلة بحث عن مقر، صار تقربًا من قلب مدينة تعرف كيف تُرهقك، ثم تُرضيك، ثم تُشعرك أنك كنت تبحث عن نفسك، لا عن مكتب .
صنعاء لا تُمنح بسهولة، لكن من يصبر عليها… يُكافأ بالكثير.
وحلمنا، وإن تأخر، لا بد له من دار.
فاصله :
الفديو: اهداء للدلاليين وسماسرة العقارات سنفتقد ملاحقتكم والضياع في متاهتكم هههههه قد محمد عبده اخبر