سيدي الرئيس،

 

✍️ فتحي بن لزرق ‏

سيدي الرئيس،
‏أكتب لك رسالتي هذه من عدن المنطفئة…
‏عدن التي تشتاق إليك، وكل ما فيها يحنّ إلى عهدك.
‏لقد قطعوا الرواتب التي كنت تصرفها في اليوم السادس والعشرين من كل شهر.
‏المياه لم تعد تصل إلى كل منزل، لقد تحوّلت إلى زائر شهري، لا يأتي إلا مرة واحدة في الشهر لكل بيت.
‏أما الجوع، فقد أصبح زائرًا ومقيمًا، يتجول في الحارات والأحياء والمنازل، ويستوطن كل موقد.
‏سيدي الرئيس،
‏أكتب لك هذه اللحظة من داخل غرفة مظلمة، فقد أعلنوا قبل ساعات عن انقطاع شامل للكهرباء.
‏منذ زمن، لم نعد نرى طلاب المدارس كل صباح، كما كنا نفعل في عهدك.
‏أنا لا أهذي، ولست مخمورًا…
‏لقد أخطأ أهل هذه المدينة ذات يوم، حين صدّقوا الأماني الزائفة والوعود الكاذبة، فاستبدلوا واقع الدولة بواقع بلا وجه، بلا هوية، وبلا ثمن.
‏زرعوا الرياح، فحصدوا العواصف.
‏هذه هي الحقيقة… عدن هذه اللحظة منطفئة، وكل ما فيها يحبك، ويتمنى عودة عهدك.
‏فهل لنا بعودة إلى عهدك؟
‏أم أن ما ذهب لا يعود؟

فتحي بن لزرق

من صفحة الكاتب على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى