ردّني إلى بروميثيوس !

 

✍️ صباح نور الصباح

ردّني إلى بروميثيوس !

حين يحين موعد الرحيل
هل أعد حقيبتي للسفر الطويل ؟
هل سأحتاج هناك إلى عطري الباريسيّ
وحمالات صدري الشانتيل ؟
هل الطقس حارٌّ أم بارد هناك ؟
هل سأحتاج معاطفي الكشمير
وجواربي الدانتيل ؟
هل سأحتاج أقلام حمرتي وكحل العيون لأحشد أنوثتي للحبيب ؟
يا الله !
هل آخذ كتبي ودفاتري معي ؟
هل يمكنني أن أقرأ هناك “هكذا تحدث زرادشت” لنيتشة ،
ورسالة الغفران للمعري ؟
هل لي أن ألهو مع الكوميديا الإلهية لدانتي؟
وأن أكتب قصائد في عيون الحبيب ؟
أي فردوس بانتظاري أو أي جحيم؟
أخبرني يا الله
هل من معنى للفردوس!
إن أنا لم أطرب لصوت الست في ليالي الشتاء الطويلة !
ولم ترافقني فيروز في صباحاتي الحزينة
وعبد الوهاب لم يترنم معي ذات عشق”عندما يأتي المساء”!
أخبرني يا الله
هل من معنى للفردوس !
دون أن أثمل من شفتي من أحب
وأنبعث من بين أنامله قمرا مغشيا عليه من فرط انتشاء !
لا أحب أن أموت يا الله
وإن كان ولا بد
فاجعلني شعاع نور يخترق عتمة العدم
أو ردٌني إلى بروميثيوس
لأعيد معه تشكيل الإنسان على هيأة الخلود …
صباح نور الصباح
23_11_2020
القصيدة من وحي جدارية درويش العظيم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى