حرب إسرائيل على غزة- هل نجحت إسرائيل في اغتيال نصر الله؟

 

أ د / دخان النجار

لاغتيالات هي أحد أساليب الحرب الاسرائيلية بحق خصومها منذ نشاتها او بالاصح منذ ما قبل إعلانها كدولة بعد الحرب العالمية الثانية ولا زالت تمارس هذا الأسلوب حتى يومنا هذا وسوف تستمر مستقبلا .

الاغتيالات المتكررة لقيادات حزب الله في الضاحية الجنوبية خلال الفترة الأخيرة كان ضحاياها قادة من الوزن الثقيل في الحزب ولا شك بان متابعة آخرين منهم سوف تستمر وهنا تكون الكرة في ملعب الحزب في حماية قادتة ومحاربة اي اختراقات امنية داخله او من حوله تسفيد منها إسرائيل وتوجه ضرباتها بدقه ضد قادته ومقراته.
إسرائيل خبرتها الاستخباراتية الهجومية والمضادة عميقة جدا وتراكمت على مدى عقود من الزمن وبنك اهدافها غني بالمعلومات وواسع بالاضافة إلى انها تتلقى تعاون ومشاركة للمعلومات من اجهزة دولية مشهود لها بالعمل الاستخباراتي الدقيق والهادف. إلى جانب المعلومات التي تستقيها المخابرات الاسرائيلية عبر الأقمار الصناعية واجهزة التنصت وعملائها على الارض ومن اجهزة المخابرات الصديقة هناك عنصر جديد يُضاف وهو عنصر الذكاء الاصطناعي الذي تُفاخر به اسرائيل في عملياتها في قطاع غزة وجنوب لبنان وغيرها من المناطق .
الضربة الاخيرة التي وجّهت إلى الضاحية الجنوبية عصر يوم امس الجمعة بهدف اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تعتبر من اشد وادق الضربات التي طالت الضاحية الجنوبية خلال المواجهات الحالية والسابقة. لا شك بان اسرائيل في هذه المواجهة عازمة على تدمير كل ما يقع في دائرة استهدافها من بشر وعتاد وغيرة لكن يظل هدف متابعة واغتيال قادة حزب الله وفصائل المقاومة في المنطقة ذات اولوية قصوى من اجل تدمير قوة الفصائل في القيادة والسيطرة وكسر معنوياتها في الميدان وفي أوساط حاضنها الشعبية.
السيد حسن نصر الله لم يظهر على الشاشة منذ عملية اغتيال قادة قوات الرضوان في الضاحية الجنوبية بل ظهر نائبه نعيم القاسم وفي تصريح مقتضب عن ثبات المقاومة . كان نصر الله في الحروب السابقة يظهر على الشاشة بين الحين والآخر من اجل رفع معنويات المقاتلين والداعمين وكانت اسرائيل تحسب لكلماته حساب دقيق كونه إذا قال فعل ولا زالت. غياب نصر الله قد يكون لسبب امني بعد عمليات الاختراقات الاخيرة التي راح ضحيتها عدد من قياداته العسكرية بالذات او قد يكون حصل له شيء ولا يريد حزب الله الافصاح عن ذلك في الوقت الراهن حفاظا على الاداء في الجبهات وحتى تتم ترتيبات اخرى لملىء الفراغ القيادي الذي سيتركه.
بعد هذا اللغط عن اغتياله إذا كان لازال على قيد الحياة فانا أتوقع ان يظهر على الشاشة في اقرب وقت من اجل دحض الادعاء الإسرائيلي بقتله ومن اجل رفع معنويات مقاتلي الحزب ومحور المقاومة في المنطقة بشكل عام. قد ربما غياب نصر الله عن الشاشة جزء من الاحتياطات الامنية بعد كل العمليات الاخيرة ضد قياداته وايضا قد يكون جزء من الحرب النفسية ضد إسرائيل في تركها تتكهن وتعلن تصفيته وبعدها يظهر على الشاشة كعادته في خطاب يشخص فيه احداث المرحلة ومآلاتها القادمة وموقف الحزب منها مسببا الاحباط لدى القيادات العسكرية والأمنية والجمهور الإسرائيلي وكما يقال ( فرحة ما اكتملت).
عودة نتانياهو السريعة من نيويورك وقطع الزيارة تؤكد ان هناك حدث خطير قد تم او على وشك الحدوث ولا استبعد ان تكون الأنباء عن اغتيال السيد حسن نصر الله هي احد الاسباب وانه اراد بالعودة الاستعداد لتداعيات الحدث ومنها الرد الانتقامي لحزب الله. إسرائيل سوف تحاول استغلال الحدث بتشديد ضرباتها الجوية على حزب الله وحاضنته الشعبية ومن اجل إجباره على الخضوع لشروطها الامنية وفي فصل معركته عن معركة غزه.
حزب الله يعمل عمل مؤسسي حتى وان تمكنوا من اغتيال أمينه العام سوف يبقى فاعلا بقيادات جديدة لكن بالتاكيد ان صحة أنباء الاغتيال فستكون ضربه مؤلمة لها تداعياتها السلبية على الحزب ومحور المقاومة عموما .
وعملية الاغتيال في ضربة يوم امس او في الضربات على الضاحية الجنوبية قبلها تظل محتملة والحروب هي هكذا تاكل البشر بما فيهم القادة . الجيش الاسرائيلي يصرح في هذه اللحظات بانه قتل نصر الله برمي أطنان من المتفجرات عصر امس على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية وننتظر بيان حزب الله بعد الإعلان الرسمي للجيش الاسرائيلي للتاكيد او النفي وربما هناك قادة اخرين قتلوا معه وهنا تكمن قدرة حزب الله على امتصاص الضربة والاستمرار في المواجهة . الحزب لا زال يطلق صواريخه على إسرائيل اليوم وهي رسالة عن بقائه في المواجهة بغض النظر عن اغتيال أمينه العام لكن المنطقة في حالة خطر قصوى وقد يكون الانفجار الشامل امر حتمي ولا استبعد ان تقدم إسرائيل على اجتياح بري للجنوب اللبناني .
د.دحان النجار القاهره ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى