بين التحذير الأممي والدور الأمريكي: اليمن على حافة المجاعة

نيوبورك -هيثم جسار – الأمم المتحدة
في ظل تصاعد التحذيرات الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة بشأن تفاقم أزمة الجوع في أكثر من 14 دولة حول العالم، يتصدر اليمن قائمة الدول المهددة بكارثة إنسانية قد تجر ملايين الأرواح إلى هاوية المجاعة. تأتي هذه التحذيرات بينما تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بتحرك عاجل وسريع لتفادي الأسوأ، في وقت تتعاظم فيه التحديات الإنسانية وتزداد الحاجة إلى تدخل فاعل من المجتمع الدولي.
اليمن: بؤرة أزمة تتفاقم
يعاني اليمن منذ سنوات من نزاع دموي أدّى إلى انهيار البنية التحتية وانعدام الأمن الغذائي في أجزاء واسعة من البلاد. وتشير تقارير أممية حديثة إلى أن أكثر من 16 مليون يمني يواجهون خطر الجوع، فيما يقترب نحو 50 ألفًا من المجاعة الفعلية، وهي أرقام صادمة تعكس عمق المأساة. تفاقمت الأزمة بفعل استمرار القتال، والانهيار الاقتصادي، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين، ما يجعل اليمن اليوم واحدًا من أكثر مناطق العالم هشاشة من الناحية الإنسانية.
الولايات المتحدة: ريادة في دعم الجهود الإنسانية
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد أبرز المانحين والداعمين للمساعدات الإنسانية في اليمن، من خلال شراكاتها مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. فرغم التحديات السياسية والمالية التي تواجهها، تواصل واشنطن دورها الحيوي في إيصال الغذاء والدواء لملايين اليمنيين، الأمر الذي يعكس التزامها بقيم الإنسانية. ومع ذلك، تُثار بعض المخاوف بعد تقارير عن تخفيض بعض البرامج الإغاثية، مما يستوجب مراجعة جدية لضمان استمرارية الدعم.
دعوة لتعزيز التحرك الدولي بقيادة واشنطن
في ظل خطورة الوضع، تبدو الحاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز الجهود الدولية، على أن تقودها الولايات المتحدة بفاعلية وصرامة. ويتطلب ذلك مضاعفة التمويل الموجه للمساعدات، والضغط السياسي على أطراف النزاع من أجل فتح ممرات إنسانية آمنة، وتكثيف المساعي الدبلوماسية لإيجاد حل دائم يُنهي معاناة الشعب اليمني.
القيادة الأمريكية… بين المبادرة والمسؤولية
تُجسّد الولايات المتحدة نموذجًا للقوة العالمية المسؤولة، القادرة على قيادة الجهود الدولية في مواجهة الأزمات المعقدة. وفي ظل ما يشهده اليمن من معاناة إنسانية حادة، يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا محوريًا في منع المجاعة المرتقبة، ليس فقط كقوة مانحة، بل كقائد سياسي وأخلاقي في العالم. إن نجاح أمريكا في هذا الملف سيعزز من مكانتها ويؤكد التزامها العميق بحماية الكرامة الإنسانية في أصعب الظروف.
السباق مع الزمن
تُعد أزمة المجاعة الوشيكة في اليمن اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص، للدور الأمريكي في دعم السلام والاستقرار العالمي. إن التحرك العاجل والفعّال لمواجهة هذه الكارثة المحتملة لا يمثل فقط استجابة إنسانية، بل يترجم أيضًا القيم التي تقوم عليها السياسة الأمريكية في دعم الشعوب المنكوبة حول العالم