اليمن تطالب بتدخل أممي عاجل لحماية المدن والمواقع التاريخية المعرضة للخطر جراء الأمطار والفيضانات
عدن – عين اليمن الحر
طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لصون وحماية المناطق والمواقع الأثرية والمدن التاريخية، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين ، التي تعرضت وتتعرض مؤخرًا لمخاطر التدمير جراء الأمطار والفيضانات التي تشهدها البلاد منذ مطلع يوليو الماضي.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إنه وجه “نداء استغاثة إلى سعادة المدير العام لليونسكو، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، للتدخل العاجل لصون وحماية المناطق الأثرية المتضررة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت عددًا من المدن التاريخية الواقعة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران.”
وأضاف الإرياني في بيان على منصة إكس: “تؤكد التقارير الميدانية تعرض مجموعة من المدن اليمنية التاريخية للدمار بشكل كبير جراء الأمطار الغزيرة والسيول المدمرة بسبب المنخفض الجوي الذي ضرب اليمن في الأيام الماضية، ومن أهمها مدينتا صنعاء وزبيد المدرجتان على قائمة التراث الإنساني العالمي”.
وأوضح الوزير أن انقلاب الحوثيين وما تسبّب به من حروب، حال دون قيام الدولة بواجبها في الاهتمام بهاتين المدينتين وباقي المواقع الأثرية في مناطق سيطرة الحوثيين الأمر الذي فاقم المشكلة وتسبب في سقوط الجزء العلوي من الواجهة الشمالية لقلعة زبيد التاريخية، بالإضافة إلى تأثر العديد من المنازل التاريخية في صنعاء القديمة بالسيول وأصبحت معرضة للسقوط والانهيار، كما سقط أحد قصور صنعاء القديمة مؤخرًا، وحدثت عدة انهيارات في قلعة رداع التاريخية.
وطالب الإرياني المنظمة الأممية بالتدخل العاجل لصون وحماية هذه المناطق المتضررة وإعادة ترميمها “لضمان الحفاظ على هذا التراث الإنساني القيم للأجيال القادمة، كون هذا الدمار يمثل خسارة كبيرة للتاريخ والثقافة اليمنية والإنسانية ككل”.
بدوره، دعا مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو “محمد جميح، المنظمة الأممية للتحرك العاجل لمواجهة آثار الأمطار الغزيرة على قطاع التراث اليمني.
وأوضح جميح في تغريدة على منصة إكس أن “مواقع التراث العالمي في اليمن المدرجة على القائمة التمثيلية، والأخرى المدرجة على القائمة التمهيدية، والمواقع غير المدرجة تتعرض لأسوأ الأضرار مع موسم الأمطار الغزيرة في البلاد”.
وأكد أن التراث المادي اليمني كله يتعرض لأسوأ الظروف بسبب عوامل الأمطار الغزيرة والتغير المناخي، مشيرًا إلى أن بعثة اليمن لدى اليونسكو تواصلت مع المنظمة الدولية لوضعها في صورة الأضرار البالغة التي تعرض لها قطاع التراث، ولطلب تحرك عاجل ودعم طارئ لمواجهة الأوضاع الملحة.
وكان المكتب الإقليمي لليونسكو في اليمن والخليج قد أعلن توفير معدات الاستجابة الطارئة للمعنيين المحليين استجابة للأمطار الغزيرة والفيضانات التي تهدد مواقع التراث العالمي في اليمن.
وأضاف المكتب: إنه وبفضل التمويل المقدّم من الاتحاد الأوروبي، تسعى مع شركائها “مشروع الأشغال العامة والصندوق الاجتماعي للتنمية “إلى الحفاظ على سلامة الناس والتراث الثقافي في اليمن.
ويعاني اليمن منذ أواخر يوليو/تموز الماضي من أمطار غزيرة وعواصف رعدية وفيضانات، مما أدى إلى مصرع عشرات الأشخاص وتضرر نحو ربع مليون آخرين، خصوصًا من يعيشون في مخيمات النزوح. كما ألحقت أضرارًا بالغة بعدد من منازل صنعاء القديمة، وتهدم سور مدينة زبيد المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، بالإضافة إلى انهيار جزء من سور قلعة رداع التاريخية.