المرأة مظلومة من المهد إلى اللحد

*أحلام شاكر

لا نتجاوز الحقيقة أذا ما قولنا أن المرأة في عالمنا الشرقي مظلومة من المهد إلى اللحد لأن هذا واقعها الذي يصعب أنكاره مهما حاولنا ولا زالت في الدرك الأسفل في نظر الرجل الشرقي الذي لايرا من المرأة أبعد من جسدها …. ورغم ما تقدمه المرأة من تضحيات في سبيل أسرتها ومجتمعها مقدمة مصالحهم على مصالحها الشخصية  الأ أن الجميع يعتبر ما تقوم به هو من صميم وأجباتها ومسؤولياتها دون جزاءا ولا شكورا.. وكثيرا ما تضطر  للتخلي عن أهدافها وطموحاتها نزولا عند رغبات الأب والأم والأخ والزوج والأبناء … وفي مجتمعنا الشرقي او بالأصح الذكوري تصادر حقوق المرأة من المهد إلى اللحد دون أي أعتبار لأحاسيسها ومشاعرها وطموحاتها وأنسانيتها .. فالأب يبحث عن الولد ويضيق ذراعا أذا كان المولود بنت .. ليس الأب فقط وأنما كل أفراد الأسرة .. والمشكلة أن المرأة هي من تلام لأنها أنجبت أناث ولم تنجب ذكور . .. وعلى الرجل أن يتزوج من أخرى قادرة على أن تنجب له ذكور فتعيش أم البنات وبناتها في جحيم لاويطاق وكانها أقترفت جريمة لا تغتفر وأذا ما وجد الولد فيحصل على الدلال والدلع ويمنح كل الحب من كل أفراد الأسرة على حساب شقيقاته من البنات .. يحصل هو على كل ما يريد ويحرمن هن من أبسط المتطلبات .. ومهما كان فاشلا في حياته فهذا ليس عيبا لأنه رجل ولا حتى يلام ويلقى من يدافع عنه ويبرر فشله وأخطائه… وفي المقابل مهما كانت البنت ناجحه في دراستها ومتفوقه في عملها لا تلقى أبسط كلمات الدعم والتشجيع  .. وتموت الف مرة وتلقى أصناف الهوان والحرمان .. فالأب هو من يحدد لها معالم حياتها ويرسم خطوط مستقبلها .. حتى في مجال التعليم أن سمح لها اصلا فالأب او الأخ او الزوج هو من يحدد إلى مرحلة تعليمية يسمح لها ..والأب والأم هم من يختارون لها زوج المستقبل وعليها أن تقبل دون أي أعتراض لأن أبوها وأمها أدرى بمصلحتها..وهي أيضا من تلام في حال فشل هذا الزواج وتفرض عليها عليها المزيد من القيود لأنها أصبحت لقب ( مطلقة ) ومهما حاولت أن تعيش حياتها الطبيعية والتكيف مع وضعها الجديد فأن المجتمع لا يرحم فتتحول إلى خادمة أقرب منها بنت العائلة وجزء منها … ففشل الزواج لا يعني نهاية المطاف ومن حقها أن تحصل على فرصة ثانية .. ومن حقها أن تحصل على حقوقها مثلها مثل الرجل تماما والمؤسف أن تتحمل كل الأعباء والمتاعب فهي الملومة دائما ..فإن صلحوا الأبناء ونجحوا في حياتهم فالأب هو صاحب الفضل وأن كانوا غير ذلك فالأم هي سبب فشلهم وكأن الأب لم يكن له وجود ولم يتدخل في تربيتهم . فمتى سيتغير نظرة الرجل الشرقي للمرأة ؟؟؟ ومتى ستحصل على حقوقها ؟؟؟  وإلى متى سيبقى التمييز بين الذكر والأنثى هي الثقافة التي تسود الأسرة والأهل والزوج وحتى الأم ؟؟ وإلى متى ستبقى نظرة الرجل للمرأة نظرة دونية وقاصرة ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى