القصيدة التي حازت المركز الأول عربياً في مسابقة شجن الحروف والتي أقيمت بمدينة أغادير بالمغرب للشاعر اليمني

 

د/ عبدالكريم_العفيري:

وجئتُ من سـبأٍ أشـدو بقافـيتي
أهـيم وجداً بذاتِ الرّونقِ الحسنِ

ونشوةُ السُّكرِ تنتابُ الحشا شغفاً
كأنَّني تـائـهٌ فـي غفـلةِ الـزّمنِ

وهبتُها الروحَ و استرخصتُها ثمناً
لأجلِها يرخـصُ الغالي من الثّمـنِ

لهوتُ دهراً طويـلاً في مفـاتنِهـا
و استقبلَتْني بحضنٍ دافئٍ مـرنِ

و عانقَتْـني بلا خـوفٍ و لا خجـلٍ
و ثغرُها جادَ لي بالغيثِ والمُزُنِ

حتى توارتْ شِفـاهي في شفـائِفـها
دخلتُ في نوبةٍ عُظمى من الوسَنِ

وجدتُ في صدرِها الدّفاق متّكئي
وفي لمى شَفتيها قد رسَتْ سُفني

أنا الـذي يَاصـبـابـاتي فـُتـنتُ بهـا
وهلْ هناك سوى عشقي من الفتنِ

والله والله لم يـُخـلق لها مـثـلٌ
فوق الثَّرى أبداً في سائرِ الزمنِ

ودّعـتُها ودموعُ الوجـدِ هاطلةٌ
أشكو النّوى وأنا في غايةِ الحَزَنِ

اللهُ يــعـلـمُ مـا فـارقـتُـهـا أبــداً
روحي التي في وداعي فارقتْ بدَني

قِفوا حِداداً و لفّوا من جَدائلِها
حولي قليلاً لأنّي اخترتُها كَفَني

وفي ثَرَى روحِها فلتدفِنوا جَسَدي
ولتكتبوا فوقَ قبري عاشقَ اليمنِ

تلوتُ للعشقِ في مِحرابِها سُوراً
بمحْكمِ الذّكرِ والآياتِ والسّننِ

فَهلْ أَتاكَ حديثُ القومِ من إرمٍ
ذاتِ العمادِ سواها قط لم يكُنِ

أريكتي عرشُ بلقيسَ العظيمِ وفي
قصورِ غمدانِ مهوى كلِ مُفْـتَـتِـنِ

ما بالُها اليوم بالأوجاعِ مثقلةٌ
وتشتكي سطوة الآلامِ والمحنِ

وتنزفُ القهرَ في صنعاءَ أوردتي
وتصطليني جحيمُ البؤسَ في عدنِ

تفاءلي يا رُبا قحطان و ابتسمي
وعانـقـيـني لأنّ البـينَ أرّقـَني

بعقلِ بلقيسَ هاقد جئتُ متّشحاً
سيفَ الإرادةِ من سيف بن ذي يزنِ

أنا سفـيرُ بلادي فـي مـواجـِعـها
وصوتُها الحرُّ في الأقطارِ والمدُنِ

منذُ الولادةِ لو خُيّرتُ في وطنٍ
لقلتُ يـا أيُّهـا الدنيا أنـا يمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى