السودان على حافة كارثة إنسانية: الأمم المتحدة تُطلق نداءً عاجلًا لإنقاذ ملايين الأرواح

نيويورك – صورية شعلال – ألأمم المتحدة
المصدر: المؤتمر الصحفي لمنسق الطوارئ الإقليمي، شون هيوز – 10 أبريل 2025
مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب في السودان، أطلق شون هيوز، منسق الطوارئ الإقليمي، نداءً إنسانيًا عاجلًا خلال مؤتمر صحفي، واصفًا الأزمة الجارية بأنها “أكبر كارثة إنسانية في العالم” من حيث النزوح والمجاعة.
وبلغة صريحة ومؤلمة، كشف هيوز عن أرقام صادمة: أكثر من 12.7 مليون شخص نزحوا قسرًا، منهم 8 ملايين داخل السودان، و4 ملايين عبروا الحدود إلى سبع دول مجاورة، وسط مستويات مقلقة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي. وأشار إلى أن النساء والأطفال يمثلون 80% من إجمالي النازحين.
وأوضح هيوز أن السودان أصبح الدولة الوحيدة في العالم التي تشهد مجاعة مؤكدة حاليًا، في سابقة مقلقة تُعدّ الثالثة فقط من نوعها في القرن الحالي. وبدأت المجاعة في مخيم زمزم في أغسطس الماضي، قبل أن تنتشر إلى 10 مناطق في دارفور وكردفان، مع تحذيرات من احتمال اتساع رقعتها إلى 17 منطقة أخرى قريبًا.
وأكد أن الأزمة الحالية “من صنع الإنسان”، إذ تسبب الصراع المسلح وعرقلة إيصال المساعدات في تفاقم الأوضاع بشكل غير مسبوق. وحذّر من أن استمرار هذه العراقيل سيؤدي إلى “وفاة عشرات الآلاف خلال عام ثالث من الحرب”.
رغم التحديات، أشار هيوز إلى بعض النجاحات التي تحققت بفضل التفاوض مع الأطراف المختلفة، مما سمح لبرنامج الأغذية العالمي بالوصول إلى مليون شخص في دارفور، وتوسيع نطاق المساعدات في ولايات أخرى. وقد تضاعف عدد المستفيدين إلى أكثر من 3 ملايين شهريًا، بفضل الابتكار في إيصال المساعدات، خاصة التحويلات النقدية الرقمية.
لكن هذه الإنجازات تبقى هشة، بحسب هيوز، الذي شدد على الحاجة الملحة لتأمين وصول آمن وغير مشروط للمساعدات، وتمويل فوري لسد فجوة بقيمة 650 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة. كما دعا إلى دعم إضافي بقيمة 150 مليون دولار لمساعدة اللاجئين في دول الجوار.
واختتم هيوز حديثه بتأكيد أن “السودانيين لا يحتاجون فقط إلى الغذاء، بل إلى السلام”، مطالبًا بوقف إطلاق النار، وإنهاء الأعمال العدائية، وإعادة فتح الممرات الإنسانية.