السعودية وهمسات الغزل الإيراني والحوثي واليمنيون أيضا يهمسون

 

✍️ عبدالقادر الجنيد

السعودية، تتعرض للغزل.
غزل رقيق وغزل يحاول الرقة.
غزل رقيق للغاية يتتابع ويتزايد هذه الأسابيع من طهران في إتجاه الرياض.
كلام كثير عن حسن الجوار والوئام.
وكلام أكثر عن فائدة العلاقات لممارسة الحج والتجارة والاقتصاد والإزدهار.

الحوثيون، التقطوا الذبذبات والهمسات وابتدؤوا المحاكاة والتقليد.
الجانب الحوثي، دخل في الموضوع مباشرة.
قال حسين العزي، وزير خارجية الحوثي الحقيقي:
“قطعت صنعاء والرياض شوطا مهما على طريق السلام
‏وتظهران تصميماً تضامنيا مشتركا على إنجاز هذه الغاية النبيلة لذلك لن تسمحا لأي طرف فرعي داخل التحالف بمواصلة عرقلة هذا المسار
‏واعتقد من المهم أيضا أن تتخلى امريكا عن موقفها المعيق للسلام.”
ثم تبعها بسيل من التغريدات في X تويتر عن قوة الحوثيين وبأسهم الشديد وعن عظمة قائدهم عبدالملك الحوثي وعن قدرتهم على الفتك بأعدائهم.

هذا غزل جلِف.
الفارسيون يستطيعون أن يكونون “أرق أفئدة وألين قلوبا” من الحوثيين.

قراءة التغريدات الحوثية
*
أعداء الحوثيين، هم اليمنيون والسعوديون.
عقد إتفاقيات السلام، هي بحسب التعريف تكون بين الأعداء.

“الطرف الفرعي” في التحالف الذي ناله أيضا تهديد ووعيد “خفي” في تغريدة الحوثي، هو دولة الإمارات، بالتأكيد.
ووجهت التغريدة الحوثية النصيحة لأمريكا بالإسم “مباشرة”.

أمريكا
*
التغريدة الحوثية، نصحت أمريكا بألا تعيق السلام.

كيف تكون أمريكا هي من تعيق “السلام” وهي التي— بيديها وبرئيسها ومبعوثها— التي خلقت “السلام” الذي هو ١٠٠٪؜ لصالح الحوثي (!)

الحوثيون يلعنون أمريكا خمسة مرات في اليوم عندما يزعقون بصرخة الخميني، بينما أمريكا هي التي أدخلتهم مؤتمر الحوار الوطني اليمني في ٢٠١٢، وهي التي باركت طرد السلفيين من صعدة على أيدي الحوثيين، وهي التي بعدها باركت اتفاقية “السلم والشراكة” الحوثية بعد اقتحام الحوثيين لصنعاء بالسلاح، وهي التي أرسل رئيسها بايدن مبعوثه ليندركنج ليشرعن الحوثيين ويحولهم من حركة تمرد إلى طرف نزاع.
وأمريكا كانت أصلا قد باركت “خارطة الطريق” التي عقدتها السعودية مع الحوثي.

{{{ ولم يكره اليمنيون شيئا بقدر كراهيتهم لخارطة الطريق }}}

لكن أمريكا غضبت من الحوثي بسبب قصفه للسفن في البحر الأحمر فقام الرئيس بايدن بقصف مواقع إطلاق صواريخه داخل اليمن وإلغاء خارطة الطريق.

{{{ ولم يفرح اليمنيون بشيئ قدر فرحهم بإلغاء خارطة الطريق }}}

حدثت أشياء وأشياء في الفترة ما بين كتابة خارطة الطريق وانطلاق الغزل الرقيق.

كتابة خارطة الطريق
*
تمت كتابة نصوص إتفاقية خارطة الطريق، عندما كانت إيران في قمة إحساسها بالزهو والغرور بانتصارها على السعودية داخل اليمن.
وكان الحوثيون أيضا في حالة زهو وغرور بانتصارهم على كل اليمنيين والسعوديين وهم يفاوضون في الرياض على نصوص وتفاصيل وشروط خارطة الطريق.

قال زعيم إيران الأكبر علي خامنئي:
“نحن نمارس المرونة الدبلوماسية”
هذا يعني أن المصالحة مع السعودية في الصين، هي مجرد خطة مرحلية سو تنتهي بعد حين.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي قد أمرت ليندركنج بعد تعيينه مبعوثا لليمن بأن يضغط على السعودية وأن يعود ليقدم التقرير.
وعاد ليندركنج إليهم وأخبرهم في جلسة علنية وفي حضور الصحافة بأنه قد ضغط على السعودية بأن تبدأ طريق خروجها من اليمن.

خروج السعودية من اليمن يعني دخول إيران رسميا صنعاء.

همسات الغزل الرقيق
*
همسات الغزل الرقيق— بكل أسف— سببه اسرائيل.
إيران— هذه الأيام— مضروبة من اسرائيل بقسوة وكل ما معها هو التصريحات باحتفاظها بحق الرد كما تشاء في الوقت الذي تشاء.
فاضطرت إيران— رغما عن أنفها— إلى الغزل الرقيق.

اليمنيون:
*
اليمنيون، هم عشرات الملايين الذين يريدون الشرعية.

الشرعية، تعني جيشا يمنيا واحدا يتكون جنوده من كل مناطق اليمن وتحت قيادة واحدة.

الشرعية، هي احتكار الدولة لحق حماية الأمن وحق الحرب وحماية الوطن من التشرذم.

الشرعية، هي سيادة القانون.

الشرعية، هي منع التدخل الأجنبي في اليمن.

شيئ جديد
*
والآن، سوف نحاول شيئا غريبا جديدا.
سوف نرسل همسة “الأرق قلوبا والألين أفئدة” إلى المملكة.
سوف نرسل همسة من إثنين مليون يمني يبحثون عن رزقهم داخل السعودية ليرسلوا الخبز لأطفالهم داخل اليمن.
سوف نرسل همسة من عشرات الملايين داخل اليمن يتألمون ويقاسون وينتظرون اليوم الذي يحصلون فيه على دولة تكون فعلا يمنية ولكل اليمنيين.

**
همسة يمنية للسعودية
**
نحن نعرف أن السعودية تعمل ما يحلو لها.
ولكن مع هذا سنجرب إرسال همسة يمنية.

أولا: السعودية تحت خارطة الطريق
*
١- السعودية، عقدت اتفاقية خارطة الطريق في ظل انتصار وجلافة إيران والحركة الحوثية على كل من السعودية والشرعية.

٢- السعودية، فاوضت الحوثيين وهي في حالة خيبة أمل من الأمريكيين.

٣- السعودية، كانت مستعجلة وتريد أن تخلص من ثقالة وجلافة الحوثيين، فسلمت لهم بكل شيئ.

٤- السعودية، في النهاية، سلمت اليمن للحوثيين والإيرانيين.

ثانيا: السعودية تحت الغزل الرقيق
*
١- السعودية، مبسوطة وليست تحت أي مخاوف من الحوثيين أو الإيرانيين.

٢- السعودية، مبسوطة فقد تخلصت من سخافة المبعوث ليندركنج وثقالة الرئيس بايدن الذي وصف المملكة ب “المنبوذة”.
المملكة، مبسوطة وسوف تستمتع باستجابات ولفتات وحتى “تصريحات” ترامب الذي يصفها بالصديقة الغنية المليئة بالفلوس.

٣- السعودية، مبسوطة ويمكنها أن تطيل مدة هذا الإنبساط وأن تتجاهل الغزل الجلف وأن تستمتع بالغزل الرقيق وألا تستعجل وأن تتحرك على أقل من مهلها.

٤- السعودية، في النهاية، يجب أن تسلم اليمن لليمنيين وفقط لليمنيين.

 

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى