الزلزال يفاقم الوضع الذي يعاني منه السوريون منذ 12 عاما – وظروف الطقس تزيد التعقيد و الطين بلة

 

نيويورك – رشادالخضن – الأمم المتحدة

مع تصاعد التحديات التي تؤثر على البلاد، قال المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي، إن الزلزال الذي تضرر منه ما لا يقل عن 10 ملايين شخص “هو آخر ما كان يحتاجه الشعب السوري”.
وأضاف هادي في حديثه للصحفيين في نيويورك يوم الأربعاء (8 فبراير) عبر دائرة اتصال من عمان، الأردن، “كنا نكافح لسنوات وسنوات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين، حتى بدون هذه الكارثة الأخيرة. لكن كما تعلمون، نجد أنفسنا الآن في موقف صعب للغاية، نتسابق مع الوقت، نحاول الوصول إلى الناس في جميع أنحاء سوريا”.

كما ذكر المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية أن الطريق المؤدية من غازي عنتاب إلى نقطة العبور الحدودية، والتي تضررت ولا يمكن استخدامها لإرسال مواد الإغاثة، يجب أن تفتح قريبا.

بصيص أمل في فتح الطرق قريبا

وقال هادي، “نأمل في أن نتمكن من الوصول إلى الحدود. نعمل مع نظرائنا الأتراك لمنحنا أيضا كل الدعم، لكنني أعتقد أن لدينا بصيص أمل في أن يكون الطريق سالكا ونتمكن من الوصول إلى الناس”.

وأضاف المنسق الأممي: “هدفنا الوصول إلى الناس. بالنسبة لنا، الطرق عبر الحدود وعبر خطوط الصراع هي مجرد طرائق تكمل بعضها البعض. أهم شيء هو الوصول إلى الناس في هذا الوقت اليائس، الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في هذا الوضع الصعب للغاية. نشاهد صورا على شاشة التلفزيون لأطفال عالقين في [ظروف] قاسية جدا، برد، وشتاء، وتساقط ثلوج. إنه أمر صعب حقا، ومفجع”.

متحدثا من دمشق في سوريا، أطلع السيد المصطفى بن المليح، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية المؤقت لسوريا، الصحفيين أيضا على آخر التطورات، قائلا “فجأة جاء هذا الزلزال، ما أثر على جميع الإنجازات التي حققناها من قبل. فكل من كان لديه مشروع صغير، خسر الآن عمله. كل من كان يتمكن من الذهاب إلى المدرسة لا يستطيع فعل ذلك الآن. والنساء اللاتي كنّ يذهبن إلى مراكز الحماية لا يمكنهن فعل ذلك. إنه وضع فظيع”.

أهمية التنسيق وإصلاح ما تضرر

وكان السيد بن المليح قد تحدث في حوار حصري مع أخبار الأمم المتحدة وقال إن فرق الأمم المتحدة تحاول تقييم الاحتياجات، ولكن الوضع صعب جدا لأن سوريا قبل الزلزال كانت تمر بوضع سيئ ومذر جدا نسبة لأعوام الحرب الاثني عشر.

أما عن استراتيجية الأمم المتحدة خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة للاستجابة للأزمة الحالية فهي التنسيق، وتجنب الازدواجية في الجهود، والاستجابة لكل الاحتياجات الأساسية بما في ذلك التعليم والصحة والمواد الغذائية وغير الغذائية، ولكن في الوقت نفسه ننظر إلى ما بعد ذلك، حتى لا تتفاقم المشاكل، والأهم بالنسبة لنا هو الدعم اللوجيستي والسياسي، كما أوضح المسؤول الأممي في سوريا.

وأضاف أن الأمم المتحدة في الميدان على اتصال مباشر مع الحكومة للوصول إلى المتضررين حتى لا تحدث أي مشاكل فيما يتعلق بالوصول إلى المستفيدين والمحتاجين.

الوكالات الأممية تحشد الدعم

وفي بيان مشترك دعا كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، شو دونيو، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غيورغيفا، رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، إلى مواصلة العمل العاجل لمعالجة الأزمة العالمية بشأن الأمن الغذائي والتغذوي.

وتقدم رؤساء الوكالات الأممية بأعمق تعازيهم لشعبي تركيا والجمهورية العربية السورية المجاورة الذين عانوا من الزلازل الأخيرة.

وأوضحوا أن منظماتهم تراقب الوضع عن كثب، وتقيم حجم الكارثة، وتعمل على حشد الدعم اللازم وفقا لتفويضات وإجراءات كل منظمة.

على الصعيد العالمي، يتزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي بعد عقود من مكاسب التنمية.

وقد تسببت اضطرابات سلسلة التوريد، وتغير المناخ، وجائحة كوفيد-19، والتضييق المالي من خلال ارتفاع أسعار الفائدة، والحرب الروسية في أوكرانيا، في صدمة غير مسبوقة لنظام الغذاء العالمي، حيث تضررت الفئات الأكثر ضعفا بشكل أكبر.

ولا يزال تضخم الغذاء (وهو معدل زيادة أسعار المواد الغذائية) مرتفعا في العالم، حيث تعاني عشرات البلدان من تضخم في خانة العشرات. وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني 349 مليون شخص في 79 دولة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

التطورات في سوريا وتركيا

تساعد وكالات الأمم المتحدة في نشر فرق الطوارئ وعمليات الإغاثة. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أكثر من 40 فريق إنقاذ وبحث من تركيا و19 بلدا آخر قد تم نشرهم. وتعمل غالبية الفرق تحت تنسيق الوكالة التركية لإدارة الكوارث وفريق الأمم المتحدة لتنسيق وتقييم الكوارث الذي يضم 45 شخصا في مراكز منتشرة بأنحاء المناطق المتضررة في تركيا.

ويتوجه فريق أممي آخر لتقييم الكوارث إلى سوريا لدعم الاستجابة هناك. وأضاف المتحدث أن فرق الإنقاذ، المجتمعية، شمال غرب سوريا تنخرط بشكل كامل في البحث الجاري عن العالقين تحت ركام المباني المهدمة.

وتتعقد هذه الجهود بسبب عدم توفر الآلات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، وظروف الطقس السيئة. وفي أماكن أخرى من سوريا، يفيد عمال الإغاثة بالحاجة العاجلة لتوفير المساعدات والدعم اللوجيستي وفرق الإنقاذ المتمتعة بالمهارة، وأماكن الإيواء المؤقتة.

وأكد العاملون في المجال الإنساني في سوريا إمكانية الوصول إلى معبر باب الهوى. ويعتمد نحو 90% من سكان شمال غرب سوريا البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية لتلبية أبسط احتياجاتهم.

وقال المتحدث إن الاستجابة الإنسانية العابرة للحدود، التي أذن بها مجلس الأمن الدولي، تعد شريان حياة بالنسبة للمحتاجين للإغاثة. وقد أتاحت هذه الاستجابة العام الماضي وصول المساعدات المحملة على الشاحنات العابرة للحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا، إلى نحو 2.6 مليون سوري شهريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى