الحرب الروسية الاوكرانية- بايدن يصعد وروسيا ترد وادارة ترامب تبعث الأمل
أ د / دحان النجار
الحرب الروسية الاوكرانية تزداد ضراوة قبل دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والذي يُعتقد بانه سوف يقلص الدعم الأمريكي لأوكرانيا ويعمل على احلال السلام بين روسيا واوكرانيا او على الاقل تحقيق هدنة بينهما.
في ١٧ نوفمبر الجاري الرئيس الأمريكي بايدن يسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب العمق الروسي ويعتبر هذا القرار تحولا رئيسيا في السياسة الأمريكية، ويأتي في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس بايدن لمغادرة البيت الأبيض، وفي ظل تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالحد من الدعم الأمريكي لكييف وإنهاء الحرب .
يبدو أن الرئيس بايدن يريد رفع سقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا وكذلك السماح لها بمهاجمة روسيا في العمق وهو الأمر الذي سيقود الى رد روسي قاس وبذلك تكون الحرب قد دخلت مرحلة متطورة يصعب التراجع عنها بسهوله او بمجرد قرار من الرئيس دونالد ترامب في يناير المقبل يعرض هيبة الولايات المتحدة للتراجع والاهتزاز في أعين الحلفاء . الرئيس ترامب سيكون ملزم في الاستمرار بسياسة بلادة والتزاماتها في حلف الناتو حتى وان قرر الخروج من دعم هذه الحرب فلن يكون خروجا عشوائيا او متسرعا بل لابد من ترتيبات تحفظ هيبة الولايات المتحدة وثقة حلفائها فيها،
رد روسيا على قرار الرئيس بايدن لم يتاخر كثيرا حيث قامت بضرب منشآت عسكرية ومدنية في أوكرانيا باسلحة متقدمة وفتاكة جدا بما فيها صواريخ عابرة للقارات من نوع أوريشنيك متوسط المدى . وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، في بيان، إن موسكو أطلقت صاروخا باليستيا جديدا على أوكرانيا، وأضاف أنه “صاروخ باليستي رأس حربي غير نووي تفوق سرعته سرعة الصوت، يُطلق عليه اسم أوريشنيك” وتم اشعار الولايات المتحدة بذلك طبقا للبروتوكولات الموقعة بين البلدين في السابق عند استخدام الأسلحة الاستراتيجية.
وذكر بوتين انه ” ردا على استخدام الأسلحة الأمريكية والبريطانية بعيدة المدى ضد بلاده. وقد أطلق هذا الصاروخ مستهدفا المجمع الصناعي الدفاعي الاوكراني في مدينة دنيبر بتروفسك الاوكرانية. الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة استغلت بما تسمية تهور بوتن باستخدام هذا النوع من الأسلحة من اجل تزويد أوكرانيا باسلحة دفاعية اكثر فاعلية واطول مدى للدفاع عن نفسها، وبالتأكيد ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ينقلون الحرب إلى مستوى أعلى من المواجهة مع روسيا بحيث لا تستطيع الادارة الأمريكية الجديده التراجع بسهولة او في وقت قصير بل ستجد نفسها امام وضع لابد من التعامل معه من اجل الحفاظ على سمعة الدولة وهيبتها العالمية وتحالفاتها الاستراتيجية وفي مقدمتها حلف الناتو الشريك الفعلي في دعم أوكرانيا.
وروسيا تتهم ادارة بايدن بالتصعيد في الحرب من اجل عرقلة خطة الرئيس ترامب للسلام . قال الكرملين -يوم الاثنين الماضي انه لاحظ ان ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تتحدث عن خطة سلام محتملة بشان أوكرانيا في حين ان ادارة الرئيس بايدن تسعى للتصعيد . وأدلي المتحدث باسم الكريملن ديمتري بيسكوف بهذه التصريحات ردا على ما قاله مايك والتز الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الامن القومي خلال مقابله مع فوكس نيوز يوم الاحد الماضي حيث قال والتز ان ترامب “قلق للغاية” من تصعيد القتال بين روسيا واوكرانيا وان الحرب يجب ان تنتهي “بشكل مسؤول” وهي إشارة إلى انه ستكون هناك ترتيبات لحل المشكلة تحافظ على التزامات الولايات المتحدة في الصراع والرغبه في ايجاد حل وليس قراراً عشوائيا. واشار والتز إلى تدخل كوريا الشمالية وايران واستخدام روسيا صاروخا باليستيا فرط صوتي ضد أوكرانيا وكذلك أشار إلى قرار بعض الدول الغربية بالسماح لأوكرانيا باطلاق صواريخ زودتها بها في ضرب العمق الروسي وقال ان كوريا الجنوبية تدرس ما إذا كانت هي ستتدخل في هذا الصراع . وقال والتر ” نحتاج المناقشة بشان من سيجلس على الطاولة ،وما إذا كان اتفاقا أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة ثم ما هو اطار الاتفاق”.
الكرملين يبدو سعيد جدا لسماع تصريحات كهذه تصدر من مستشار الامن القومي الأمريكي الجديد . في رده على على سؤال عن تصريحات والتز قال بيسكوف”نسمع في الحقيقة كلمة “سلام”او “خطة سلام” من دائرة انصار ترامب لم نسمع مثل هذا الكلام من ادارة بايدن الحالية في حين تستمر في الاجراءات التصعيدية الاستفزازية. هذا هو واقع الحال”.
والخلاصة ان التصعيد الحالي في الحرب الروسية الاوكرانية هدفه خلق واقع جديد على الارض تحقق فيه أكرانيا بعض المكاسب التي تعزز من قدرتها التفاوضية مع روسيا عندما تاتي ادارة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض والتي يبدوا بانها ستعمل على وقف هذه الحرب لكن هذا لايعني انها سوف تتوقف فورا وان الرئيس ترامب سوف يخذل أوكرانيا وينسحب من دعمها ويتركها وحيدة تصارع في الميدان.
د. النجار القاهرة ٢٠٢٤/١١/٢٦