الاتفاق السعودي – الإيراني وحرب اليمن

 

✍️ د / محمود السالمي

يخطئ من يظن أن الأمور ستسقر في اليمن بعد الاتفاق الإيراني – السعودي الأخير.

أزمة اليمن أزمة معقدة ولها جذورها وظروفها الطبيعية والاجتماعية المحلية البحتة.

وقبل أن تظهر المملكة السعودية والجمهورية الإيرانية، اليمن يعيش في دورات عنف وحروب مستمرة على السلطة في كل مراحل تاريخه، وضاعف انتشار المذهب الزيدي الميال للثورات والخروج عن الحاكم في وسط قبائل تعيش في معظم وقتها على النهب وغنائم الحروب من تغذية تلك الدورات.

أي وقف للحرب في اليمن سيكون مجرد استراحة فقط لحرب أخرى.

عوامل كثيرة تشير إلى استمرار القتال وليس إلى إحلال السلام، ومنها أن التحالف فرض توازن نفوذ وخارطة سياسية غير واقعية، وغير مقنعة لكل القوى المحلية، لا الواقفة في صف التحالف ولا الواقفة ضده.

من المؤكد أن كل طرف سيعمل على تحسين وضعه على حساب غيره، وأبرزهم الحركة الحوثية التي لن تقتنع إطلاقا بما تحت يدها، وستعمل بعد مغادرة التحالف على خلق الذرائع والمبررات لشن حروب توسعية جديدة.

ليست السعودية ولا إيران من ستنهي أزمات اليمن وستوقف حروبه، على الرغم من تأثيرهما فيه، ستتوقف الحروب في اليمن في حالة واحدة فقط وهي عندما تصل إلى السلطة في صنعاء قوى وطنية متحررة من أي تعصب أو انحياز مذهبي أو قبلي، ووصول مثل تلك القوى إلى السلطة ما زال -مع الأسف الشديد- حلما بعيد المنال.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى