سألني بعض القراء عما اذا كان ترامب سينتحر ؟

✍️ – شعلان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة . سألني بعض القراء عما إذا كان ترامب سينتحر. الجواب على ذلك، كلا. عادة القادة العظام لا يستحملون الهزيمة كما علمّنا التاريخ، ولكن ترامب ليس قائدا عظيما، ولا حتى قائد. فهو أناني جدا ووضيع وتافه. وهذه الفئة من الناس عادة لا تنتحر. ولكن لو تحقق مراده أو مراد نتانياهو لاندلعت حرب من الصعب إطفائها، وهو ونتانياهو كانا يريدان تدمير المنطقة العربية بحيث لا تظل قوة فيها سوى إسرائيل، وكذلك يريدان توريط الإدارة الأمريكية الجديدة لأنها ستضطر إلى الرد وإكمال المعركة التي بدأها ترامب. فمثلا لو لم يرد بايدن على مقتل أمريكان في القواعد الأمريكية في الخليج، ستفسر تلك بوصفها دلالة على الضعف. ولكن كما قلت قبل أكثر من شهر الآن لن يسمع منه العسكر إطلاقا. فلن يستطيع أن يشنها،

أنا أختلف مع الكثير من القراء العرب الذي يستهينون بقوة إسرائيل. في الواقع إسرائيل لديها سلاح طيران لا يضارعه أي سلاح طيران في كل المنطقة ولا حتى تركيا. ولكن إسرائيل نتانياهو تريد من ترامب أن يبدأ الحرب، ولو كانت بداية رمزية، وكانت ستكملها. وتأكد تماما أن لبنان كان سيتدمر، حتى مع استعمال أسلحة حزب الله. ودبي ستدمرها صواريخ إيران. كذلك لن يسلم بلد في الخليج سوى قطر. فلندع العواطف جانبا ونكون واقعيين، صحيح إيران قوية من حيث القذائف والصواريخ، فهي أقوى بالقذائف من الأسلحة النووية، فهي لم تصبح قوى نووية بعد، ولكنها طورت قوة من القذائف مريعة. ويمكن أن تلحق ضررا بدول الخليج وإسرائيل، ولكن إسرائيل تنتظر تلك اللحظة، اقصد أن يبدأ ترامب الحرب. مشكلتها أنها لا تستطيع بدء الحرب. وهذا ما حصل في عام 1973، عندما رفضت غولدا مائير البدء ضرب مصر. لأنها لا تريد أن تكون إسرائيل هي البادئة حتى لا تفقد دعم أمريكا وأوروبا. ولكن هذه المرة ترامب كان تحت حذاء نتانياهو، ولكن ربك حكيم ولطيف. فقد هيأ كل الظروف لكي يشل حركة ترامب. وخاصة في أعماله الأخير.


في الواقع أن ما تخشاه إسرائيل وحتى أمريكا ليس امتلاك إيران القنبلة الذرية ولكن قدرتها في مجال القذائف التيسيارية والصواريخ المتقدمة. فقد طورت إيران بمساعدة روسيا وكوريا الشمالية قدرة خارقة في مجال القذائف التسيارية البعيدة المدى، والتي ممكن أن تصل عمق إسرائيل. لذلك كان نيتانياهو يريد ضربها للقضاء على تلك القدرة. فهذه شوكة حادة في جانب إسرائيل.


الآن يحاول الحكماء في واشنطون تفعيل التعديل 25 على الدستور وإزاحة ترامب. الثور الصريع اتصل بمساعديه ليستشيرهم حول أمكانية إصدار عفوا عن نفسه. لكنه لا يعرف أن هذا العفو لا ينطبق على الجرائم المرتكبة على مستوى الولاية، الآن عنده جرائم في جورجيا ونيويورك. وهذا العفو لا يسقط عنه تلك الجرائم. أعتقد حتى الإمارات لن تقبل منح ترامب إقامة في ظل الظروف الحالية. مع خالص تحياتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى