بلينكين سيتلقف الراية من مايك بومبيو

✍️ متابعة – رشادالخضر –


إن من سيتلقف الراية من مايك بومبيو هو اليهودي النيويوركي آتوني بلينكين، والذي سيتولى ملف الخارجية، وطبعا من ضمنه قضية الشرق الأوسط. وهو خيار الرئيس المنتخب جو بايدن ليكون وزيرًا للخارجية الأميركية. يحمل لنا في جعبته سجلا طويلا من الولاء الشخصي لبايدن والمهني لمنصب وزير الخارجية، بالإضافة إلى عولمة وأممية
مصقولة للغاية بحسب الخبراء، تنطوي على شراكة نشطة مع الحلفاء على الأصعدة المختلفة، خاصة العسكرية والأمنية. كما كان بلينكين إلى جانب بايدن في تأييده لحرب العراق (2003) وحرب اليمن “2015 ” ، مما عرضه للكثير من الانتقاد من قبل ” التقدميين الواقعيين” بسبب استعداده لاستخدام الثقل والخيار العسكري الأميركي في المناطق الساخنة.

تتسم شخصية بلينكين بالدماثة والسلاسة، ويجلب معه رقيا لغويا في وصف وتقسمه العالم وفق الأولويات الأميركية القائمة على أساس “إن لم تقد الولايات المتحدة العالم، فسيتقدم آخرون للقيام بذلك”.

أما في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي، فإن بلينكين يجسد مواقف بايدن في ردود أفعال مكتوبة ومصفاة للغاية ومقتضبة تقود مسارا دقيقًا حول نفوذ إسرائيل في واشنطن بينما لا تفعل شيئًا للإساءة أو المساس بما يسميه “الوطن اليهودي”.

يقول بلينكين: “نحن بحاجة إلى إعادة الدخول في الصفقة الإيرانية إذا أعادت إيران الدخول إليها، لأن إتلاف الصفقة جعل إسرائيل غير آمنة؛ نحن بحاجة إلى ترك القوات في سوريا ومشاورة إسرائيل في جميع أعمالنا في الشرق الأوسط لأنها (إسرائيل) هي “مرساة” الديمقراطية في المنطقة، ونحن بحاجة إلى وصف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي بأنه غير مفيد” دون القيام باتخاذ أي خطوات للضغط على إسرائيل لعكس الاستيطان أو وقفه.

لقد أدى بلينكين دورا فعالا في تسريع التزويد العسكري لإسرائيل أبان حربها على قطاع غزة عام 2014 تحت غطاء “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها” وهو الموقف الرسمي لإدارة الرئيس أوباما عندئذ.

أما فيما يتعلق بحركة المقاطعة بي.دي. إس، صرح بلينكين أن المقاطعة شيء سيئ جدا، ولكن لا يمكن منع الأميركيين من دعمها.
وقد أسرعت كل من منظمة جي ستريت، وهي منظمة تلقب نفسها باللوبي الإسرائيلي الداعي لحل الدولتين، ومنظمة إيباك (اللوبي اليهودي الأمريكي) من مباركة تسمية بلينكين الوزير القادم للخارجية، فيما كتبت النائبة في الكونغرس الأميركي رشيدة طليب على شبكة تويتر الثلاثاء، 24 تشرين الثاني بشأن تعيين بلينكين: “طالما أنه لا يقمع حقي في التعديل الأول للدستور في التحدث ضد سياسات نتنياهو العنصرية واللاإنسانية…الشعب الفلسطيني يستحق المساواة والعدالة “.
يذكر أن بلينكين قال في محاضرة مطولة ومفصلة في شهر تموز الماضي قبيل مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي اختار بايدن مرشحا رسميا في معهد “هدسون” بشأن الصراع الفلسطيني “إن بعض الأسس … تبقى ثابتة، بدءاً من علاقتنا بإسرائيل التي تعتبر مرساة وأساسا للديمقراطية في المنطقة. هذا لن يتغير. الالتزام بأمن إسرائيل الراسخ”.

وأضاف بلينكين إنه متمسك بحل الدولتين على الرغم من تقويض إسرائيل لاحتمال قيام دولة فلسطينية. وردا على سؤال يخص ما إذا كانت “عمليات ضم الضفة الغربية” ستؤدي إلى “تعقيد” العلاقة بين بايدن وإسرائيل، قدم بلينكن إجابة دبلوماسية طويلة تجنبت تمامًا أي انتقاد حقيقي.

أوضح بلينكين أن “ما يفعله الضم بالتأكيد هو تعقيد احتمال تحقيق حل الدولتين في الشرق الأوسط، وهذه النتيجة المرجوة؛ دولتان لشعبين في رأيي، ولعل الأهم من ذلك، أنها تمثل أفضل طريقة وربما الطريقة الوحيدة التي سيكون لديك بها مستقبل آمن لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ودولة

للفلسطينيين، ولذلك فإن أي إجراء من جانب واحد من قبل أي من الجانبين يجعل هذا الاحتمال أكثر صعوبة وأكثر بعدًا وهو أمر يعارضه نائب الرئيس (بايدن) وسيعارضه كرئيس. لذلك سنرى ما ستختاره إسرائيل. الأفضل ألا تفعل إسرائيل ذلك، عندها سنجد طرقًا لإعادة بناء بيئة يمكن فيها للأطراف إعادة الانخراط في اتجاه الدولتين”.

ويعارض بلينكين أي قيود أو شروط أو عقوبات على ما يقرب من 4 مليارات دولار سنويًا تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل، على الرغم من الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي وسلب الأراضي المخصصة لتلك الدولة الفلسطينية.
في شهر حزيران الماضي أكد بلينكين أمام “اللجنة اليهودية الأميركية للعلاقات العامة –إيباك” اللوبي الإسرائيلي القوي، إن بايدن سيلتزم بإسرائيل بشتى السبل، “لأننا نتقاسم معها القيم”.

يذكر أن جو بايدن قام في عام 1973 في أول رحلة خارجية له عندما كان عضوا شابا في مجلس الشيوخ إلى إسرائيل. ولقد عمل مع كل رئيس وزراء إسرائيلي منذ [غولدا مئير] وقد أظهر التزامًا لا يتزعزع تجاه أمن إسرائيل بما في ذلك عندما كان نائبًا للرئيس، من خلال برنامج القبة الحديدية للدفاع الصاروخي وأكبر حزمة مساعدات عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة. ولديه سجل على مدى حياته السياسية يظهر أنه يفهم “إن إسرائيل هي أقرب شريك لأميركا في الشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم وواحد من أفضل الشركاء لدينا في كل شيء من مكافحة الإرهاب إلى مكافحة فيروس كورونا الآن، بالنظر إلى سجل إسرائيل الرائع في التعامل مع فيروس كورونا والعلم والتقنيات التي يتم توظيفها لصالح العالم”.

وشدد بلينكين على أن بايدن كرئيس لا يريد أن يخوض جدلا سياسيا حول إسرائيل، بمعنى الالتزام “بثنائية التأييد الحزبي– ديمقراطي وجمهوري لإسرائيل تحت أي ظروف”.
من المتوقع أن يعطي بلينكين أولوية عليا لإعادة التفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي عمل على إبرامه عام 2015 حيث يعتبر أن “تحطيم الصفقة النووية” التي حصلت عليها إدارة الرئيس السابق أوباما بشق الأنفس مع إيران بمثابة “الفشل الذريع”، إذ أن القيام بذلك يهدد إسرائيل و”يعزل الولايات المتحدة وليس إيران”، حيث أن إيران اليوم أقرب إلى بلوغ قنبلة نووية مما كانت عليه عندما غادر الرئيس أوباما البيض الأبيض، وقد وضعنا ترامب على شفا حرب في الخليج. فقد قال ترامب إن تمزيق الاتفاق سيجبر إيران على التفاوض على اتفاق أفضل، وسيؤدي الضغط الأقصى إلى حمل إيران على الكف عن الأعمال الخطيرة، ولكن هذه الأمور تفاقمت” حسب قول بلينكين.

مع تحيات شعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى